بدأ أطباء بمستشفى كويتي أمس الأربعاء علاج طفل عراقي نال تعاطفا عالميا بعد أن فقد ذراعيه ومعظم عائلته خلال قصف القوات الأمريكية الجوي لبغداد. وقال متحدث باسم مستشفى ابن سينا في الكويت ان القوات الامريكية نقلت علي جوا من بغداد الى مطار في الكويت حيث نقلته سيارة اسعاف الى المستشفى. وأودع الطفل الذي حضر بمرافقة عمه قسم الرعاية المركزة ويتوقع أن يخضع لجراحة في وقت لاحق هذا الاسبوع. وكان الطفل علي اسماعيل عباس ( 12 عاما ) قد أصيب بحروق شديدة عندما أصاب منزله صاروخ خلال الحملة التي قادتها امريكا للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين وحذر الاطباء من أنه قد يموت اذا لم يتلق علاجا متخصصا في الايام القليلة التالية. وأثار ما تناقلته الفضائيات العربية التي التقت بالطفل من على سرير المستشفى في بغداد وظهر مبتور اليدين وحروق شديدة في جسده ، تعاطف الكثيرين في انحاء العالم بالذات حينما تكلم الطفل بصوت متهدج وإن كان متماسكا وقال إن ما يتحمله يفوق تحمل الجبال ولم يستطع أحد أن يتمالك دموعه حينما قال على أنه يريد يديه فقد كان يتمنى أن يكون طبيبا .. وأعلنت العديد من الجمعيات الخيرية استعدادها للتكفل بعلاج الطفل. وكانت صور جسد الطفل المعذب قد بثتها خلال الأيام الماضية العديد من الصحف وشاشات التلفزة الأوروبية، مما أثار ردود أفعال واسعة النطاق بهدف محاولة تقديم المساعدة للطفل من جانب مشاهدين ومؤسسات اجتماعية وصحية. وقد أسفر قصف صاروخي للتحالف على منزل الطفل العراقي في احدى ضواحي بغداد عن مصرع أمه التي كانت تحمل جنينا عمره خمسة أشهر، وكذلك توفي جراء القصف والده وشقيقه وسبعة من أفراد عائلته. وأدى القصف الصاروخي أيضا إلى بتر يدي علي. وجاء صوت علي في التقارير التلفزيونية مؤثرا من على فراشه بمستشفى الكندي هل يمكن أن تعيد لي ذراعي؟ هل تعتقد أن الأطباء بوسعهم تركيب اثنين لي، إن لم أحصل على ذراعين، فسأنتحر. وتابع علي كلماته من على سريره لقد انتشلوني من حطام المنزل، وأحضروني إلى هنا. كنت في الماضي أريد أن أصبح ضابطا عندما أكبر. الآن أريد أن أصبح طبيبا، ولكن كيف وأنا لا أملك يدين؟ ويقول خبراء بريطانيون إن الطفل علي سيواجه صعوبات نفسية وجسدية في رحلة الشفاء علي لدى وصوله مستشفى ابن سينا بالكويت أين أبي وأمي وعائلتي ؟