عزيزي رئيس التحرير شاهدنا كما شاهد العالم عن طريق المحطات الفضائية لقطات للطفل العراقي علي إسماعيل عباس الذي بترت ذراعاه وأصيب بحروق شديدة في بطنه وأنحاء جسمه وهو في المستشفى يبكي ولا يستطيع مسح دموعه فهو الآن لا يملك يدين وشاهدنا الممرضات وهن يمسحن دموعه. منظر مأساوي رهيب في ظل فقده 16 شخصاً من أهله والديه وأخيه وباقي عائلته الذين كانوا في المنزل لحظه أصابه صاروخ أمريكي منزلهم منظر لا تتمناه حتى لأحد أعدائك وقد أخضع لعلاج طبي خاص في الكويت التي نقل إليها لعدم توفره في بلده. وفي حي الأعظيمة شمال بغداد أكد شهود عيان أنهم شاهدوا صدام حسين يوم الأربعاء الماضي في ظهور علني وسط الجمهور أمام مسجد (أبو حنيفة) في آخر ظهور له وخاطب الجمهور وعينه تدمع وطلب من الشعب العراقي أن يدافع عن نفسه فاين جيشه وترسانته من ذلك وشتان بين دموع هذا الطفل البريء الذي لا ذنب له ودموعنا التي شاهدت هذا المنظر الذي لن يمحى من ذاكرة التاريخ ودموع صدام التمساح أو التمساح صدام فلا فرق وقرأنا أن جمعيات في بريطانيا ودول أخرى بدأت حملة تبرعات لهذا الطفل ولأمثاله من أطفال العراق فيا أخواني وأخواتي في الإسلام لا تتأخروا في نصرة شعب العراق الشقيق المظلوم بالمال والطعام والملابس والأدوية وكل ما تجود به النفس فما أكثر الأيتام والأرامل وسمعنا عن تبرعات رسمية من الدولة ومن جمعيات خيرية ولكننا ننشد تكاتف مجتمعنا وأن يقوم التلفزيون السعودي والمحطات الفضائية الأخرى ببدء حملة مشابهه للحملة السابقة التي قام بها التلفزيون السعودي وM.B.C وبعض المحطات الفضائية الأخرى لمناصرة أخوانهم أبطال الانتفاضة في فلسطين وقد شاهدنا في تلك الحملة النساء يتبرعن بذهبهن وحليهن والأطفال بمصروفهم والرجال بمالهم وسياراتهم فلا يوجد مسلم واحد على وجه الأرض يتمنى أو يتخيل ما وصل إليه شعب العراق وما سيصل إليه فالمستقبل لا يزال مظلما فيما لم يتم تقديم المساعدات بكل أنواعها وأشكالها فقد قدر خبراء اقتصاديون أن العراق يحتاج إلى ستمائة مليون دولار وإلى عشر سنوات على أقل تقدير ليجارى الدول الأخرى فحرب الثلاثة أسابيع دمرت البنية التحتية والاقتصاد العراقي الذي هو أصلاً منهار.. زكي إسماعيل قبوري