عقد مؤخرا بغرفة المنطقة الشرقية اول لقاء لسيدات الاعمال دعت الى عقده ادارة الغرفة واستعدت له منذ فترة طويلة بدعوى انه يهم شريحة مهمة من منتسبي الغرفة تهتم بالنهوض بمستوى ادائهن ومساهمتهن في الاقتصاد الوطني وهذه الشريحة هي شريحة سيدات الاعمال اللاتي آن الاوان كما يؤكد مسئولو الغرفة لان يقمن بدور اكبر واقوى في مسيرة العمل الاقتصادي خاصة في القطاعات الكثيرة التي تتطلب عمل المرأة ومساهمتها وبشغل الوظائف المشغولة حاليا بأجنبيات, واستثمار الاموال المجمدة لسيدات الاعمال في البنوك بأعمال ومشاريع تعود عليهن وعلى ابناء وبنات وطنهن بالخير والفائدة وتعظم اداء الاقتصاد الوطني من خلال السيولة التي تضخ فيه. والعمل على توفير كافة السبل التي تحول دون هروب الاموال الوطنية لسيدات الاعمال الى الخارج عبر اكثر من وسيلة وهو ما تحدث عنه عدد من سيدات الاعمال صراحة بالتأكيد على ان عدم الوضوح والشفافية الملازمة لعمل سيدات الاعمال والمعوقات التي تحول او تحد من التسهيلات المطلوبة للاستثمارات تؤدي الى التخوف على رؤوس الاموال من الاستثمار في الداخل وبالتالي هروب هذه الاموال الى خارج الوطن.. عبر العديد من الوسائل والاغراءات. واعتقد ان حضور اكثر من 86 سيدة الى اللقاء والآراء البناءة التي طرحت فيه الى جانب المصارحة والمكاشفة التي ظهرت في اللقاء بين الغرفة ومنتسباتها وسيدات الاعمال والمجتمع اللاتي حضرن اللقاء التي بدا من خلالها ما وصل اليه مستوى الثقافة الاقتصادية والادارية وعمق التجربة لدى بعض سيدات الاعمال المتحدثات كل ذلك يدل على ان هذا اللقاء كان خطوة متقدمة في الاتجاه الصحيح في رسم سياسات وبرامج الغرفة القادمة لتتواءم بشكل اكبر مع رغبات ومطالب سيدات الاعمال المنتسبات للغرفة والاخريات اللاتي يردن الانتساب لها بعد استثمار اموالهن المجمدة في البنوك والمصارف المحلية والاجنبية والتي تقدر بمئات الملايين او بعدة مليارات حسب رأي بعض المصادر. وشيء طبيعي جدا ان يكون في اللقاء بعض الشد والجذب بين الغرفة وسيدات الاعمال اللاتي اتهم بعضهن الغرفة بتجاهلن في برامجها وخططها وعدم تحقيق مطالبهن او عدم السعي الجاد لدى الجهات ذات العلاقة لتحقيقها ووضعها على ارض الواقع خصوصا ما يتعلق منها بانشاء فرع نسائي للغرفة او على الاقل منتدى خاص لسيدات الاعمال وعدم دعوتهن للقاء الوفود الاجنبية خاصة عندما يكون اعضاء هذه الوفود سيدات او يوجد من بينهم بعض السيدات وهو ما يفوت عليهن الكثير من الفرص التجارية والاستثمارية بالاضافة الى عدم السعي الى الغاء دور الوكيل الشرعي وحق التصويت وما الى ذلك ولكن في المحصلة ان اللقاء كان فرصة لاستفادة مسئولي الغرفة من آراء واقتراحات السيدات ومطالبهن الملحة في هذه الفترة من الزمن والتي يرى فيها الكثير من المطلعين اهمية قيام المرأة ببلادنا بدور اكبر واهم في الاقتصاد الوطني خاصة في القطاعات التي تتطلب عمل المرأة وتلك التي ترى المرأة انها يمكن ان تبدع فيها اقتصاديا فتوفر بذلك فرص عمل لابناء وبنات الوطن. وقد وجب على غرفة المنطقة ضمن هذا الواقع الجديد الذي فرضه اللقاء وافرزه من اقتراحات وآراء وعمق فكر في مجال الاقتصاد تخطيط ادائها للمستقبل بناء على مفرداته خاصة في مجال التدريب حيث طالبت غير واحدة من الحاضرات بتكثيف برامج التدريب المتخصصة الخاصة بالسيدات في مختلف مجالات الاقتصاد خاصة تلك التي يمكن ان تؤدي فيها المرأة بشكل اكبر وتبدع فيها بالاضافة الى برامج التدريب للسيدات من مختلف الادارات والاقسام بحيث تعطي جديدا اكبر لهذا الاتجاه وبما يخدم الاقتصاد الوطني فالى متى نضيع الفرص ونرى الاموال تهرب من بلادنا ونحن ننظر!! ولانغير بقول اوفعل.. بينما العالم يتغير من حولنا والدول كل الدول.. تفتح ابوابها لكل المستثمرين وتغريهم بكافة التسهيلات وهذا ما تأكد من خلال اللقاء حيث اشارت بعض سيدات الاعمال الى ان لهن استثمارات في عدد من دول الخليج مباشرة واستثمارات عبر وكلاء في دول عربية اخرى. وذكرت بعض السيدات في لقاء الغرفة ان عدم الاستجابة لمطالبهن التي اوردنها للغرفة على مدى سنوات ادى الى قيامهن بالمبادرة الذاتية بتأسيس منتدى سيدات الاعمال الذي تأسس منذ ثلاثة اعوام واخذ صبغة الشرعية من خلال التفاف سيدات الاعمال بالمنطقة الشرقية حوله حيث اعلن عن انتماء 50 سيدة اعمال للمنتدى واخريات في سبيل التقدم للانتساب اليه اثناء اللقاء بعد ان اكدت القائمات عليه انه لاينوي منافسة الغرفة ولكنه يضع كافة امكانياته وخبرته المتواضعة تحت تصرف الغرفة وهو ما ادى الى تفهم الغرفة لدور المنتدى حيث اكد رئيسها عبدالرحمن الراشد ان الغرفة على استعداد للتعاون مع المنتدى وتوفير كافة الامكانيات التي يحتاجها اذا كانت هناك امكانية لانضوائه تحت اطار الغرفة. ويشير عدد من سيدات المال والاعمال بالمنطقة الشرقية الى ان المنتدى يمكن ان يكون الفرع النسائي الممثل لسيدات الاعمال في اطار التعاون والتنسيق مع الغرفة. ومن المؤمل ان يكون للمنتدى دور اكبر في تعميق دور المرأة الاقتصادية بالتعاون مع غرفة المنطقة الشرقية التي تملك امكانيات وخبرة حوالي 60 عاما ويؤدي الى توسيع اداء المرأة الاقتصادي باستثمار الاموال المجمدة للسيدات في البنوك في اعمال ومشاريع تفيد الاقتصاد الوطني وتزيد عدد المنتسبات للغرفة اللاتي لايزدن حاليا على 600 سيدة ضمن 18 الف منتسب. ويبدو ان الدورة الحالية لمجلس ادارة الغرفة تعطي اهمية خاصة لموضوع تعظيم وتوسيع دور المرأة في الاقتصاد الوطني وذلك في حدود الامكانيات التي تتيحها لهذا الموضوع وتخصيص عدد مهم من الدورات المتخصصة للسيدات والتي تعدت دورات الحاسب الآلي والمعلومات الى الدورات الاقتصادية والادارية المخصصة للادارات بمختلف مستوياتها ومختلف القطاعات الاقتصادية وهو مايعد قفزة نوعية في اداء ادارة التدريب والمؤتمرات بالغرفة والتي اقامت ايضا عددا من اللقاءات والندوات الخاصة بسيدات الاعمال في اطار من الخصوصية.. ومن المتوقع انه وبعد لقاء السيدات يوم الاحد الماضي ان تتعزز البرامج المقدمة لسيدات الاعمال بناء على المعطيات الجديدة التي افرزها اللقاء والتي أظهرت فيها السيدات انه ورغم انهن عشن فترة طويلة في الظل الا انهن لم يعبن بفكرهن ووعيهن الاقتصادي عن الساحة وعما يدور في بالعالم من احداث وظهرت من آرائهن واقتراحاتهن النظرة الاقتصادية الثاقبة التي تكذب ما تبثه بعض اجهزة الاعلام في خارج حدود الوطن من ان السيدات السعوديات منزويات ومحجوبات عما يدور حولهن من احداث وماشاع عن ان مشاركتهن في نهضة اقتصاد الوطن بعيدة المنال.. فأكدن للجميع ان النساء شقائق الرجال ولايمكن لاي مجتمع ان ينهض بدون جزئه الثاني.