اتهم مدير متحف آثار بغداد دونى جورج امس القوات الاميركية بارتكاب جريمة القرن لعدم حمايتها محتويات المتاحف العراقية من عمليات النهب والمواقع الاثرية العراقية من التدمير. وقال دونى جورج بحضور علماء آثار عراقيين آخرين ان ما حصل للمواقع الاثرية فى العراق وما حدث فى المتحف العراقى يشكل جريمة القرن لان هذا أثر على تراث الانسانية.. مشيرا الى ان ذلك العمل يدل على ان الولاياتالمتحدة لديها اولويات اخرى غير متحف بغداد. ومن جانبه طالب رئيس دائرة التراث والآثار العراقية جابر خليل ابراهيم الحكومتين الاميركية والبريطانية ان تقوما باصلاح الخطأ من خلال منع خروج هذه الآثار المسروقة من العراق والبحث عن هذه الآثار التى ستعاود الظهور فى سويسرا وبريطانيا والولاياتالمتحدة واسرائيل واليابان واعادتها الى العراق. واوضح ابراهيم انه متفق مع ما توصل اليه اجتماع خبراء الآثار الذى عقد فى باريس برعاية اليونيسكو يوم امس الاول من ان عصابات منظمة متخصصة بتهريب الآثار شاركت فى عمليات نهب الآثار العراقية. وقال ان من بين القطع الاثرية التى تمت سرقتها (وعاء سومرى قديم) يعود الى ما قبل خمسة الاف سنة وزنته 300 كيلوغرام يعرف على انه (وعاء اوروك) لا يستطيع ان يحمله الا عدة اشخاص وان ما بقى فى المتحف قطع كبيرة جدا لايمكن حملها. واضاف ابراهيم قائلا : اعتقد انهم يعرفون حقا ما كانوا يبحثون عنه.. كانوا يبحثون خصوصا عن القطع السومرية النفيسة. ونفى ابراهيم من جانب آخر تقارير منقولة عن شهود اوردتها اليونيسكو من ان اشخاصا مظهرهم حسن ويملكون مفاتيح مخازن النفائس الاكثر جمالا دخلوا المتحف.. مما يعطى انطباعا بان مسؤولين عراقيين يمكن ان يكونوا متورطين فى عمليات السرقة. واشار ابراهيم الى ان حوالى 20 قطعة خزفية قيمة والعديد من القطع الاثرية المعدنية اعيدت فى الصباح الى المساجد المجاورة للمتحف تلبية لدعوات من قبل ائمة المساجد.. بينما يؤكد خبراء الآثار العراقيون ان الامر يحتاج اياما عديدة لاعداد قائمة كاملة بالمسروقات بسبب انقطاع التيار الكهربائى فى بغداد والمدن العراقية الاخرى. ومن بين القطع الاثرية الشهيرة المسروقة اشار الخبراء الى (تمثال برونزى) يعود الى العصر الاكدى. وكان خبراء الآثار الذين اجتمعوا فى باريس قد اشاروا الى ان مجموعة من 80 الف قطعة اثرية وخصوصا لوحات عليها كتابات مسمارية تمثل اولى مراحل ظهور الكتابة وكذلك قطع صغيرة من متحف الموصل 400 كلم شمال بغداد وضعت فى مكان آمن فى بغداد لحمايتها من الحرب.