قرأت خبرا مفاده ان مراهقا في الرابعة عشرة من عمره قام بتعذيب قطة صغيرة تعتني بها أخته في منزلهم, المؤلم في الخبر ان المراهق ابتكر اسلوبا عدوانيا عجيبا في تعذيب هذه القطة المسكينة حيث وضعها في غسالة الملابس الاوتوماتيكية ثم ادارها.. بينما كانت أخته تتوسل اليه ان يكف عن صنيعه هذا, لكنه لم يكترث بتوسلاتها بل صفعها بقوة عند ما حاولت انقاذ القطة وايقاف الغسالة. وهكذا ماتت القطة الصغيرة بعد نوبة مواء هستيرية, وتعرضت الفتاة الى صدمة نفسية لأنها شهدت بأم عينها جريمة قتل بشعة لقطة تحبها وتحنو عليها ومن اخيها, لا من غريب او عدو. اما المراهق نفسه فقد كان سعيدا مزهوا بنفسه كأنه حقق نصرا عظيما, ترى ما الذي دفع هذا المراهق لفعل هذا السلوك العدواني؟ ان العدوان يتخذ صورا عديدة اما مباشرة كالضرب او التحكيم او المشاجرة وأما غير مباشر كالاستهزاء بالآخرين والسخرية منهم مثلا.. وتكون الغريزة العدوانية بحاجة الى تفريغ بين فترة واخرى من اجل تخفيف الضغط الداخلي في النفس الذي تسببه هذه الغريزة على صاحبها كنتيجة حتمية للاحباط والظلم والقهر. ان الدراسات الحديثة تشير الى ان الافراد الذين يعانون من انحرافات في مخططات أمخاخهم, يظهر عليهم العدوان وتشير كذلك لوجود خلل عضوي يرافقه اختلال وظيفي لديهم, كما ان هناك فئة من العدوانيين تظهر عليهم بعض المظاهر الأولية كاضطراب الشخصية المتمثل في فقدان الثقة بالنفس والتشاؤم وعدم تحمل المسؤولية والتنصل من الالتزامات او المماطلة والعبوس والانتقاد الدائم لمن هم في موقع سلطة. ولأن العدوان ظاهرة سلوكية غير سوية فان ضبطها يصبح اجراء ضروريا من اجل منع او الاقلال من النتائج السيئة التي تصيب الفرد والمجتمع فهل نسعى جادين للقضاء على العدوان الذي صار منتشرا في المجتمع كانتشار النار في الهشيم.