شكلت صناعة الترفيه المنزلي في ألمانيا قوة عمل لمكافحة القرصنة بهدف وقف التهديد المتزايد الذي تمثله عمليات سرقة الافلام عن طريق الانترنت التي تتسبب في ضياع الملايين على قطاعات إنتاج الافلام والفيديو. واتفق ممثلون لشركات إنتاج الموسيقي والافلام واسطوانات الفيديو الرقمية (دي.في.دي.) وألعاب الفيديو في مؤتمر لمكافحة القرصنة عقد في ميونيخ في الآونة الاخيرة على توحيد الجهود لخوض معارك قضائية والسعي لاستصدار تشريعات أكثر صرامة بهدف وقف انتهاك حقوق النشر عبر شبكة الانترنت. ودق المجلس الاتحادي للسينما جرس تحذير بإصدار (دراسة من واقع التجربة) عن عمليات نسخ الافلام الروائية في ألمانيا بصورة غير مشروعة أعدتها جمعية أبحاث المستهلكين بالتعاون مع شركات الانتاج الموسيقي بناء على طلب المجلس. وقال رولف باهر رئيس المجلس الاتحادي للسينما إن الدراسة التي كانت الاولى من نوعها محاولة لالقاء الضوء على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية لعمليات نسخ الافلام الروائية بصورة غير مشروعة. وأشارت الدراسة إلى أن عمليات نسخ الافلام بصورة غير مشروعة كانت إلى ما قبل نحو سنة مقصورة على تسجيل الافلام التي تبثها شبكات التلفزيون. ولم يكن لذلك تأثير يذكر على الصناعة بسبب القيود المفروضة على بث شبكات التلفزيون للافلام قبل عام ونصف العام إلى عامين من انتهاء عرضها بدور السينما في ألمانيا. لكن الدراسة ذكرت أن نطاق عمليات نسخ الافلام الروائية اتسع حاليا بصورة تثير القلق. وأدى نسخ الافلام الروائية بصورة غير مشروعة من خلال شبكة الانترنت ثم طبعها على أقراص مدمجة إلى تغير كبير في الانماط السلوكية للمترددين على دور السينما ومشتري شرائط واسطوانات الفيديو. وتشير الاحصائيات إلى أن أكثر من خمسة ملايين شخص في ألمانيا معظمهم تتراوح أعمارهم بين عشر سنوات و27 سنة سجلوا 59 مليون نسخة لافلام روائية على أقراص مدمجة العام الماضي منها أكثر من 15 مليون نسخة سجلت بصورة غير مشروعة عن طريق الانترنت قبل تسجيلها على أقراص مدمجة. ويذكر أن معظم الافلام المتاحة عن طريق الانترنت عبارة عن نسخ مسروقة من معامل طبع الافلام أو مسجلة بصورة غير مشروعة من دور السينما. وذكرت الدراسة التي استطلعت آراء عشرة آلاف شخص أن 51 في المئة منهم اعترفوا بنسخ أفلام عن طريق الانترنت قبل أن تصبح متاحة للعرض وأن 23 في المئة نسخوا أفلاما عبر الشبكة قبل عرضها في دور السينما. وشارك في اجتماع ميونيخ الذي عقد برعاية أكاديمية وسائل الاعلام بالتعاون مع شركة (انترتينمنت ميديا) للنشر أكثر من مئة من ممثلي شركات إنتاج الموسيقى والافلام والفيديو وألعاب الفيديو تعهدوا بالقضاء على عمليات القرصنة والنسخ عن طريق الانترنت من خلال المحاكم وباتخاذ إجراءات أخرى. وفي اجتماع آخر مهم وضع ممثلو رابطة شركات بيع الفيديو وشركات التوزيع مجموعة إجراءات لمكافحة خطر القرصنة المتزايد تشمل مراقبة بيع أي منتجات منسوخة، ومحاولة التعرف على عناوين قراصنة الافلام في شبكة الانترنت لملاحقتهم قضائيا.