الحدود الشمالية هي المنطقة المجاورة للعراق حيث لا تبعد عنه اكثر من 80 كيلو مترا وترتبط معه بمنفذ جديدة عرعر... وكل ازمة يمر بها العراق تجد الحديث يأخذك الى عرعر. ومن هنا اصبحت عرعر مقصد العراقيين الباحثين عن ملاذ آمن على مدى 40 عاما مضت. وقد وصل الى هذه المنطقة عبر السنين ما يقارب 1500 عراقي تقلص هذا العدد تدريجيا مع مرور الزمن حتى وصل الى ما يقارب 250 شخصا وحوالي 13 عائلة عراقية... يعملون بالتجارة وتواجدهم لايخفى على احد حيث ساهموا مساهمة فعلية في الحركة التجارية بعرعر. (اليوم) زارتهم في متاجرهم بسوق السمن وسوق السوريين ورصدت انطباعاتهم عن قرب لما يحدث في وطنهم الام حاليا وما تعرض له من دمار وتخريب خلال حرب اسقاط صدام.. خاصة وان كثيرا منهم ترك اهله هناك ومنذ بداية الحرب انقطعت الاتصالات والاخبار عنهم. وسوق السمن لمن لا يعرف حكايته بدأت منذ 30 عاما حيث يباع فيه السمن البري الذي يحضره العراقيون من البادية في صحراء الحدود الشماليةوالجوف، حيث يوضع داخل تنك.. وبعد ان من الله على هذه المنطقة بنهضة عمرانية واسعة طرأ عليه بعض التعديلات وتبدلت الواجهات الامامية في ظل اهتمام منقطع النظير من حاكم عرعر الاداري صاحب السمو الامير عبدالله بن مساعد بن جلوي آل سعود حيث تبدل حال السوق الى محلات كبيرة جدا وتنوع في المبيعات من تحف وهدايا ولوازم صيد ورحلات. اما سوق السوريين فعمره ما يقارب 25 عاما او اقل بقليل وهو مختص بالجاليات السورية حيث تباع فيه الاقمشة والملابس الجاهزة ذات الصبغة السورية وبعض الالعاب الخاصة بالاطفال حتى دخله العراقيون وطوروه الى محلات عطارة ومحلات لعرض الازياء واستمر الاسم حتى يومنا هذا. 35 عاما في البداية يقول راسخ راضي عبدالحسين عراقي من النجف 50 عاما مقيم وله ولد وبنتان في العراق مقيم بمنطقة الحدود الشمالية منذ 35 سنة واعمل ميكانيكي سيارات ويقول: منذ ان بدأت الحرب على العراق وانا لا أسمع اي اخبار عن عائلتي وما اشاهده عبر التلفاز يبكيني ويدمي قلبي وانا ارى صورا لاخواني في العراق وابنائهم مؤلمة ولا املك الا الدعاء بأن يلاقي من جر بلادي لهذه الحرب الجزاء الذي يستحقه واقدم شكري الجزيل للحكومة السعودية على ما تبذله من تخفيف معاناتنا ووقوفها الدائم مع القضايا الانسانية ودعمها وصمودها في اعمال الخير. اعيش عزوبي اما جاسم عبدالمحسن ميكانيكي سيارات فقال: انا عزوبي واهلي في بغداد واعيش هنا منذ مدة طويلة ربما 25 عاما واهلي جميعهم بالعراق وانا اسكن بيت اهلي واخواني بعرعر وفي الحقيقة مأساة مريرة يعيشها اهلنا في العراق وكل شيء عندكم زين ونشكر كل ما فعلته المملكة لنا على مر السنوات. الاتصالات مقطوعة وقال مجيد ندا حسن من النجف لي 35 سنة بعرعر واهلي جميعهم بالعراق ونحن هنا وحيدون انا ومعي اخوي واولاد اخوي الاثنين. والاخبار التي تأتي عن اولادي واهلي هناك انهم بحالة طيبة ولا توجد أي اتصالات والاتصالات مقطوعة من خامس يوم من بداية الحرب انقطعت الاتصالات. وكل محاولاتنا باءت بالفشل ونحن بانتظار تسهيل سفرنا عن طريق جديدة عرعر بدلا من المشاوير الطويلة التي نسلكها عن طريق الاردن.. وصدقني حين اقول انا هنا اشعر بالالفة بين اخواني وعندما اذهب الى العراق اشعر بالغربة. كنت طفلا اما تشريف عودة حسن فيقول: عندما حضرت للمملكة كنت طفلا وحضرت مع الوالد وعملي حاليا تاجر وقد عملت قبل الحصول على سجل تجاري عشر سنوات وليس وحدي بل جميع العراقيين هنا... ونحن عراقيون بالجنسية فقط واهلي جميعهم بالعراق ولهم املاك اما انا فلا املك أي شيء بالعراق وانا اشكر الحكومة السعودية جزيل الشكر وادعو الله سبحانه وتعالى ان يطيل عمر المليك وابنائه وان يمدهم بالصحة والعافية. لا تقدر ويقول ابوفرحان ان اهلي جميعهم بالعراق وانا اعيش عزوبي وقد انقطعت الاتصالات معهم بعد بداية الحرب بأسبوع وان شاء الله انهم بخير واما قبل هذه المدة فكان يوجد اتصالات وكان آخر اتصال من زوجتي تقول ان الناس بخير والحرب هدمت بيوتا وتأثر الناس وانا مؤمن بقضاء الله وقدره واشكر الحكومة السعودية على وقفتها الصادقة مع الشعب العراقي... ويكفي ان ابناء العائلات العراقية تدرس في مدارسكم وأسأل الله ان يديم الامان علينا ويهدينا ويرشدنا لان النعمة التي بين ايدينا لاتقدر. جوال الثريا وقال ناصر عايش الكبيسي من محافظة الانبار انا اعيش في عرعر منذ عام 1971م الوالد والام بالعراق وعملت مع الوالد بالتجارة وجميع اخواني واعمامي هناك واملاكنا هناك وعلى اتصال باستمرار عن طريق الجوال الذي يعمل على الاقمار الصناعية وقد قمنا بارساله لهم وقد وصلهم عن طريق اصدقائنا. اخوة صادقة وانا اوصل صوتي للمسئولين من خلال جريدتكم بأننا ممتنون لكل ما تقوم به المملكة ولا ينقصنا سوى فتح منفذ جديدة عرعر ليسهل علينا الوصول لاهلنا وذوينا بالعراق ونحن والشعب السعودي تربطنا اخوة والتقاليد والعادات واحدة ونحن معهم في كل شيء والمودة والمحبة وصلة القرابة والعراق بلد ننتمى له والمملكة بلدنا الثاني وعندما اذهب للعراق بالسيارة التي تحمل لوحات سعودية الكل يعتقد انني سعودي حتى هيئتي توحي بأني سعودي. الى الافضل اما عبدالسلام مرزا من النجف فقال: لي 25 سنة في عرعر وخلال هذه المدة اذهب للعراق واعود لمنطقة عرعر والوضع عادي اما خلال هذه الازمة فلم اذهب وطريق الذهاب هو عن طريق الاردن.. والحمد لله الامور تسير الى الافضل والاقرباء جميعهم هناك والاتصالات كانت موجودة وبعد الحرب لا توجد أي اتصالات ولا ادري ماذا حل بالاهل هناك والشعب السعودي ما قصر واحنا عايشين في بلدنا وعندما نذهب للعراق احس بغربة اشكر المملكة وما قصرت ووقفتها ممتازة معنا. وقفتكم صادقة وقال غالب عادل العبدلي من النجف الاشرف لي اكثر من 35 سنة هنا واسرتي بالعراق وكنا نزورهم عن طريق الاردن كل عام وهذه الازمة قضت على كل شيء بالعراق والغرب (طبو) بلادنا ونحن نشعر بامان عندكم ووقفتكم الصادقة مع الشعب العراقي وابعث برسالة شكر للحكومة السعودية وللشعب السعودي الكريم. متألم لما يحدث اما احمد غايب عودة فيقول: لي 14 سنة في عرعر واعمل بالتجارة اما عن حقيقة شعوري فانني متألم لما يحدث لاهلي بالعراق وكل ما يبث على شاشات القنوات يدمي القلب.. والعراق ذهب ضحية للحروب لكن عزاءنا في الايام القادمة وبوقفة المملكة الصادقة. ويوجد اتصال عن طريق هاتف الاقمار الصناعية وانا مطمئن عليهم حاليا. مجيد ندا يتحدث ل(اليوم)