كشفت صحيفة الصنداي تايمز اللندنية أمس عن خطاب سري وشخصي كان جاك سترو وزير الخارجية البريطانية أرسله إلى رئيس الوزراء السابق توني بلير عبر فيه عن مخاوفه بشأن خطط بلير إزاء العراق قبل عام من اندلاع الحرب. وتضمنت الرسالة التي نشرت صورة لها أمس تحذيرًا لبلير بأن أي عمل عسكري يتخذ في العراق سينظر إليه على أنه عمل يفتقر إلى الشرعية، ولن يضمن مستقبلا أفضل للعراق حتى لو تمت الإطاحة بصدام حسين. وأضافت الصحيفة أن رسالة التحذير تلك أرسلت قبل عشرة أيام من لقاء بلير بالرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش في مزرعته في كراوفورد بتكساس في أبريل 2002. وتشير الوثيقة (الرسالة) بوضوح إلى أن بلير كان يخطط بالفعل للقيام بعمل عسكري بالرغم من استمراره في الإصرار أمام عامة الشعب على مدى عام كامل بأنه لن يتخذ قرارًا بشن تلك الحرب. واعتبرت الصحيفة أن هذه الرسالة تشكل عنصرًا أساسيًا لدى “لجنة تحقيق شيلكوت حول الحرب العراقية” عندما توجه أسئلتها إلى سترو هذا الأسبوع. ويقول سترو في الوثيقة محذرا بلير : «إن المكافآت التي ستحصل عليها من جراء زيارتك لكراوفورد ستكون ضئيلة.. فلا يوجد في الوقت الحاضر غالبية داخل حزب العمال مؤيدة لأي عمل عسكري ضد العراق»، وأضاف سترو إن العراق لم يكن يشكل تهديدًا لبريطانيا في ذلك الوقت أكبر من أي وقت في السابق وأنه لا توجد أدلة موثوقة تربط بين القاعدة والعراق وأن التهديد القادم من العراق لم يزداد سوءًا نتيجة هجمات 11 سبتمبر مما يعني ضمنا أن بلير كان يسعى بالفعل لإيجاد ذريعة للحرب . وقد حذر بلير في رسالته من أن تغيير النظام لا يعتبر مبررًا للحرب . ومضت الرسالة إلى التساؤل عن الهدف الحقيقي وراء العمل العسكري حيث قال سترو «يتوجب علينا أن نجيب على السؤال الكبير ما الذي سنجنيه من تلك الحرب؟ يبدو أن هناك ثغرة كبيرة في هذا الأمر أكثر من أي شيء آخر». واستطرد سترو في رسالته بالقول إنه «ليس هناك يقين بان تغيير النظام سيأتي بنظام أفضل من نظام صدام حسين».