بعد نحو 50 عاماً من العمل الفني رحلت الفنانة سناء جميل مساء أول أمس الأحد الماضي متأثرة بإصابتها بورم سرطاني في رئتها اليمنى اكتشفه الأطباء منذ أكثر من شهر.كانت الفنانة الكبيرة تظن أنها مصابة ب " برد" وانفلونزا لكن استمرار شعورها بالآلم دفعها لإجراء فحوصات وتحاليل طبية وأشاعات وعندما اكتشف الأطباء إصابتها بالسرطان ووجود تجمع مائي على رئتها اليمنى دخلت مستشفى السلام الدولي منذ خمسة أسابيع لتلقي العلاج وإشرف الدكتور يحيى سعد أستاذ الأورام بالمعهد القومي للأورام والدكتور محسن برسوم أستاذ الأمراض الصدرية والتنفسية بجامعة القاهرة بالإشراف على علاجها.. وإجرى لها الدكتور ماجد زكري جراحة "شفط" المياه من على رئتها، ثم نقلت بعد ذلك لغرفة العناية المركزة ووضعت على جهاز التنفس الصناعي وعندما تحسنت صحتها أوائل الأسبوع الماضي قرر الأطباء اعطاءها الجرعة المخففة الأولى من العلاج الكيميائي "الكيموسيرفي" لتسوء حالتها متأثرة بهذه الجرعة وبعدها بثلاثة أيام تحسنت صحتها وبدأت تستقبل زوارها من زملائها الفنانين وأولهم محمد الدفراوي الذي ذكرها بالاتصال التليفوني الذي قامت به الراحلة في الصيف الماضي وسألته فيه عن حالته الصحية عندما انتشرت إشاعة عن مرضة وتذكر الاثنان المواقف الإنسانية التي جمعت بينهما عندما قدما معاً مسرحية " شمس النهار" للراحل توفيق الحكيم.. كما عادت بذكرياتها مع الفنانة نيللي عندما قدما مسرحية " كباريه" التي كانت أول عمل مسرحي للسيناريست وحيد حامد وروت كل منهما بعض المواقف الصعبة والطريفة التي حدثت لهما أثناء هذا العمل الذي كان بداية لصداقة عميقة استمرت بينهما لنحو ثلاثين عاماً. ولم تنس السؤال عن صحتها عندما زارها الدكتور يحيى سعد فأخبرها بأنها ستبقى للعلاج فترة ليست بالقليلة. وفي صباح يوم الأربعاء الماضي قام الأطباء بأعطائها الجرعة المخففة الثانية من العلاج الكيميائي لتتدهور حالتها بعدها وتدخل في غيبوبة ولم تفلح محاولات إنقاذها.. وأكد الأطباء أن وفاتها نتيجة للفشل في التنفس الناتج عن الورم السرطاني الذي تسبب في نقص كمية الأكسجين في الدم. ولدت الفنانة سناء جميل لأسرة ثرية في مدينة مالاوي بمحافظة المنيا عام 1930 واسمها الحقيقي ثريا يوسف عطا الله وأطلق الفنان الراحل زكي طليمات اسمها الفني عليها عندما قدمها في دور سبيبة في مسرحية ابن حلال حفاظا عليها من بطش أسرتها الصعيدية. درست الراحلة بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجت منه سنة 1953 لتلتحق بفرقة المسرح الحديث ثم انتقلت للفرقة القومية بعد ذلك بعام واحد.. وقدمت خلال رحلتها الفنية 70 مسرحية و50 فيلما و60 مسلسلاً تليفزيونياً و250 مسلسلاً إذاعياً من بينها أعمال كثيرة تعتبر من علامات الفن المصري مثل أدوارها في أفلام بداية ونهاية والزوجة الثانية والدنيا جرى فيها إية وسواق الهانم واضحك الصورة تطلع حلوة.. كما قدمت دور أول شهيدة في الإسلام السيدة سمية في فيلم الرسالة للمخرج العربي العالمي مصطفى العقاد.. والناس اللي فوق وشهرزاد والداخل وليلة مصرع جيفارا وزهرة الصبار والبخيل ومريض الوهم ورقصة الموت ومن أهم أعمالها التليفزيونية عاد النهار والراية البيضاء وخالتي صفية والدير واغتيال ممثلة وساكن قصادي وحصاد الحب وغرباء ولكن. وتم تكريم الفنانة الراحلة سنة 1959 عن مسرحيتها الناس اللي فوق وسلمها وزير الثقافة ثروت عكاشة جائزة تبلغ ألف جنيه.. كما حصلت على جائزة أحسن ممثلة من مهرجان موسكو 1961 عن دورها في فيلم بداية ونهاية كما منحها كل من الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى وكرمها مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجربيبي في دورته الرابعة عشرة وحصلت على جائزة التمثيل من مهرجان الإسكندرية الدولي عن فيلمها اضحك الصورة تطلع حلوة.