أكد الرئيس العراقي صدام حسين ان ما ستسفر عنه نتائج التفتيش في العراق سيشكل صدمة كبيرة للولايات المتحدة، لانه سيثبت خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل. وقال في رسالة بمناسبة احتفالات عيد الميلاد ونقلتها وسائل الاعلام ان العراق عندما يعلن انه لا يمتلك من هذه الاسلحة شيئا، فهو يعني ما يقول .. ومن هنا، فنحن واثقون من ان ما ستسفر عنه نتائج التفتيش سيشكل صدمة كبيرة للولايات المتحدة. واعتبر أن تعاون العراق مع القرار 1441 ليس ضعفا او خوفا من احد، وانما ليثبت للعالم اجمع زيف الادعاءات الامريكية وكذبها وخداعها وتضليلها المجتمع الدولي والرأي العام واتهاماتها الباطلة بامتلاك العراق اسلحة دمار شامل. وراهن صدام على (ثقتنا بشعبنا وبقدراته على تجاوز الصعاب عالية، وبعون الله، ويقيننا بالمستقبل اقوى مما كان عليه في اي وقت، لتبقى جباه ابنائه مرفوعة بالايمان والعز والسؤدد). وفي وقت سابق، أعلن خبير عراقي كان يعمل في اطار البرنامج النووي العراقي السابق ويدعى صباح عبدالنور للصحافيين ان المفتشين التابعين للامم المتحدة استجوبوه امس الثلاثاء في كلية التكنولوجيا في بغداد. وقال عبدالنور للصحافيين طلب مني المفتشون عقد لقاء شخصي واقترحوا ان يكون خاصا، مضيفا اعتذرت لهم وطلبت وجود عضو في دائرة الرقابة الوطنية فحضر. واستغرق اللقاء اكثر من ساعة. (دائرة الرقابة الوطنية مكلفة تنسيق وتسهيل عمل مفتشي الاممالمتحدة في العراق). واوضح عبدالنور ان اللقاء كان وديا وتعاونيا والشخص الذي استجوبني كان مقتدرا علميا ودارت النقاشات في جو متحضر جدا ولم تطرح علي اي اسئلة استفزازية. وردا على سؤال عن سبب اختياره تحديدا اجاب عبد النور: لدي علاقة بالبرنامج النووي ومسجل في قوائمهم وسبق ان استجوبتني الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الماضي. وحول ما اذا كان المفتشون طلبوا منه اجراء مقابلة خارج العراق قال عبدالنور لم يطرح علي اجراء استجواب خارج العراق مؤكدا ليس لدي شيء اقوله خارج العراق اكثر من الذي قلته هنا في الجامعة. وحول طبيعة الاسئلة التي وجهها اليه المفتشون الدوليون ، اكد الاستاذ العراقي المتخرج من احدى جامعات بريطانيا عام 1973 ان الاسئلة جاءت بشكل عام حول ما اذا كان قد جرى تقدم في التسلح النووي من عام 1998 حتى الان. وقبل تصريح عبدالنور، أعلنت الاممالمتحدة انها قامت أمس رسميا باستجواب خبير عراقي للمرة الاولى منذ استئناف عمليات التفتيش في العراق. واكد المتحدث باسم المفتشين الدوليين هيرو يواكي في بيان صحافي، ان فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجرى بناء على طلبه حديثا مطولا مع عالم عراقي من جامعة التنكولوجيا في بغداد. واكد يواكي في بيانه ان ذلك يشكل استئنافا لبرنامج الاستجواب الاعتيادي الذي توقف في 1998، عندما غادر المفتشون الدوليون العراق. واعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف أمس ان اي عمل عسكري منفرد ضد العراق ومن دون موافقة مجلس الامن الدولي، سيكون غير مقبول بينما تواصل واشنطن استعداداتها العسكرية لضرب بغداد. وصرح ايفانوف ان المفتشين الدوليين سيرفعون لمجلس الامن الدولي اول تقرير حول العمل الذي انجزوه في العراق منذ 27 نوفمبر. وستتخذ القرارات على اساس نتائج هذا التقرير. وان اي تدابير اخرى تجاه العراق غير مقبولة لانها ستكون خرقا للاتفاقات المبرمة. وقد اعتبرت روسيا ان التقرير الذي سلمه العراق للامم المتحدة حول برنامج اسلحته في السابع من الشهر الجاري لا يجيب عن كل الاسئلة وان على مفتشي نزع الاسلحة ان يردوا على هذه الاسئلة. وفيما زعم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون أمس بأنه يملك معلومات غير مؤكدة مفادها أن العراق نقل مؤخرا اسلحة غير تقليدية الى سوريا، توقع الجنرال اهارون زئيفي، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، أن تبدأ الولاياتالمتحدة حربها لاسقاط النظام العراقي في مطلع فبراير. وزعم شارون في القناة الخاصة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي مساء أمس ان هناك معلومات نقوم بالتحقق منها. لكننا متأكدون من ان العراق نقل اخيرا اسلحة كيميائية وبيولوجية الى سوريا. ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن الجنرال زئيفي الذي كان يتحدث امام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست (البرلمان) قوله ان قيام العراق من جانبه بتوجيه ضربة وقائية الى اسرائيل باسلحة غير تقليدية، امر ضعيف الاحتمال. وتتعارض تصريحات الجنرال مع اعلان شارون الذي اعتبر وجود خطر حقيقي على اسرائيل من تعرضها لضربة عراقية. واثارت هذه التصريحات انتقادات شديدة من اعضاء اللجنة ضد شارون، كما افادت الاذاعة الاسرائيلية. واتهمه نواب من حزب العمل بالسعي الى اثارة الذعر بين السكان بدون مبرر. وادلى زعيم حزب العمل، عمرام متسناع، بتصريحات مماثلة خلال جولة للموقع الذي يجري فيه حاليا بناء سياج امني على طول الخط الفاصل بين الضفة الغربية واسرائيل بهدف منع تنفيذ العمليات الفدائية في اراضي 48. وقال متسناع للاذاعة انه يتم تخويف الناس واثارة البلبلة في صفوفهم بطريقة غير مسؤولة بصدد حرب لسنا طرفا فيها. وقال يتم استخدام التهديد المفترض والبعيد بصورة غير مسؤولة لصرف انظار الرأي العام عن مشكلات اجتماعية حقيقية تعاني منها البلاد حاليا، كالفقر. وفي اشارة الى مخاطر حدوث ضربة عراقية لاسرائيل ردا على هجوم امريكي، قال شارون الاثنين الماضي ينبغي ان نقول الحقيقة للشعب القلق: هناك مخاطر، ولكننا اتخذنا كافة التدابير في مواجهة ذلك. وادلى شارون بتصريحاته خلال زيارة شملت بتغطية اعلامية واسعة للمقر العام للدفاع المدني في تل ابيب للاطلاع على تقدم الاستعدادات لحماية المدنيين تحسبا لنزاع مع العراق. واتهمت صحيفة معاريف الاسرائيلية شارون بالتلويح بشبح تعرض اسرائيل لضربة عراقية بهدف تحويل انتباه الاسرائيليين عن فضيحة الفساد التى طالت حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه خلال حملته الانتخابية. وفتحت الشرطة تحقيقا حول اتهامات بشراء اصوات في الانتخابات الداخلية لحزب الليكود في الثامن من الشهر الجاري لدى اختيار مرشحي الحزب الى الانتخابات التشريعية المقبلة في 28 يناير. الطائرة الامريكية التي اسقطها العراقيون المفتشون يواصلون مهمتهم في العراق