اشتبك الجنود الفرنسيون المرابطون في ساحل العاج لأول مرة أمس مع الثوار الذين يسعون الى السيطرة على مزيد من المواقع الحكومية جنوبي وشرقي البلاد. وذكر راديو لندن ان القوات الفرنسية المنتشرة خارج بلدة"دويكو" والمعززة بصواريخ مضادة للدبابات ومعدات عسكرية ثقيلة ردوا على نيران تعرضت اليها من مواقع يسيطر عليها الثوار. واضاف: ان قوات ساحل العاج الحكومية الموجودة خلف الخطوط الفرنسية انسحبت من المنطقة عندما اندلع القتال.وتتمركز القوات الفرنسية في المناطق الغربية لمنع الثوار من الوصول الى ابيدجان العاصمة التجارية لساحل العاج. وكانت القوات الفرنسية التي يبلغ قوامها 1500 جندي قد عملت كقوات فصل بين الحكومة والثوار منذ اندلاع اعمال العنف هناك في سبتمبر الماضي. بالمقابل اعلنت الحركة القومية في ساحل العاج (ثوار) ان القوات الفرنسية تخطت مهمتها باطلاقها النار على عناصر من مجموعة ثائرة اخرى في غرب البلاد واصفة القوات الفرنسية بانها قوات غزو واحتلال. وجاء في بيان للحركة في ابيدجان ان اطلاق النار من قبل الفرنسيين على مقاتلين من الحركة الشعبية في الغرب الكبير في دويكويه يشير بوضوح ان القوات الفرنسية تخطت مهمتها وتتصرف بالواقع كقوات غزو واحتلال. واضاف البيان ان هذه الاعتداءات الفرنسية ضد المواطنين هي الثانية من نوعها بعد تلك التي وقعت في 30 نوفمبر الماضي عندما قتل عشرة ثوار وجرح جندي فرنسي خلال اشتباك وقع في مطار مان +عاصمة+ الغرب الكبير حيث تمركزت القوات الفرنسية لاجلاء الرعايا الاجانب بعد يومين من سيطرة الثوار على هذه المدينة. وكان الناطق باسم الجيش الفرنسي في ساحل العاج اللفتنانت-كولونيل ليتشا قد اعلن في تيبيسو (وسط) ان تبادلا لإطلاق النار وقع عند المنفذ الشمالي الشرقي لدويكويه (غرب ساحل العاج) بين الجيش الفرنسي والثوار الذين كانوا يتقدمون نحو المدينة. وقال: ان القوات الفرنسية كانت في حال الدفاع عن النفس بعد ان تعرضت لنيران ثوار التفوا على القوات الموالية لرئيس ساحل العاج لوران غباغبو. بيد ان الثوار الذين ينحدرون من مناطق مسلمة في ساحل العاج يشتكون من انحياز القوات الفرنسية الى الحكومة وحذروا تلك القوات من الدخول في مواجهات معهم. وقتل في المعارك ما لا يقل عن 400 شخص منذ 19 سبتمبر الماضي كما نزح مئات الآلاف بسبب القتال.