نجحت التكنولوجيا المتطورة في توظيف السيراميك المحسن في صناعة جيل جديد من الأجهزة الإلكترونية، خاصة أجهزة الاتصالات مثل الهاتف الجوال والاتصالات اللاسلكية ليتخطى بذلك استخدامه المحدود كأدوات للمطبخ العصري . ونجح الباحثون مؤخرا في استخدام نوعين من السيراميك في صناعة الجوال، ويعود السبب إلى ما تتميز به طبيعة مكوناتهما من الانتشار الواسع وحساسيتهما المرتفعة لنقل الطاقة الكهرومغناطيسية والموجات الترددية. ويؤكد تيريل أي فاندراه الباحث في المعهد الوطني الأمريكي للمعايير والتقنية أن السيراميك يعتبر من المواد النارية التي تتحمل أقصى درجات الحرارة بالإضافة إلى حساسيته الفائقة في نقل الموجات اللاسلكية والطاقة الكهرومغناطيسية. ويشيرا فاندراه إلى نجاح بعض أنواع السيراميك بالفعل في صناعة الجوال وهو ما يعرف باسم السيراميك الناطق والذي يستخدم كحلقة وصل بين أجهزة الجوال والشبكات اللاسلكية لقدرته على إمداد الشبكات بالطاقة اللازمة لتشغيلها. ويؤكد بيتر كي دافيس أستاذ الكيمياء في جامعة بنسلفانيا أنه جرى توسع في استخدام السيراميك بشكل تجاري، ويضيف انه تجري حاليا تجارب عديدة لكشف التركيب البلوري لبعض أنواع السيراميك وخصائصه الكيميائية والفيزيائية لاستخدامه كمادة أساسية في صناعة أجهزة الاتصالات المحمولة. ويتوقع دافيس أن تشهد السنوات العشر القادمة استخدام السيراميك بصورة أساسية في صناعة الجوال لابتكار أجيال متطورة وبقدرة عالية.