أعاد لنا المنتخب السعودي -وهو يقتنص الفوز على العراق ويتأهل لنهائيات كأس أمم آسيا التي ستقام في استراليا- الهيبة والشخصية، التي كان يتميز بها قبل عدة سنوات، عندما كان يجندل المنافسين ويتفوق عليهم. لقد كانت للأخضر هيبة ترعب المنافسين، وشخصية يهابها الداني والقاصي، لذلك كان الأخضر أحد ركائز ورموز وأعلام كرة القدم الآسيوية، وليس اعتباطا، بل بلغة لأرقام التي لا تكذب. أليس هو بطل آسيا ثلاث مرات، وهو من بلغ المباراة النهائية لكأس الأمم الآسيوية ثلاث مرات، وهو من مثل آسيا في كأس العالم أربع مرات، أليس هو بطل العرب وبطل الخليج أكثر من مرة. ألم يتواجد في كأس القارات أكثر من مرة. ألم يتواجد نجومه السابقون في أكثر من منتخب خليجي وعربي وعالمي. ألم يحترف أساطيره في الأندية الآسيوية والأوربية. ألم يتأهل للمرحلة الثانية في نهائيات كأس العالم. يوم أول أمس الجمعة، عادت لنا ذكريات جميلة، ذكريات التغني بإنجازات الأخضر، وكانت الفرحة مشروعة حتى وإن كانت دون سقف الطموحات. فرحة اللاعبين أبهجتنا، والحضور والتفاعل الجماهيري أكد من جديد أنه لا صوت يعلو فوق صوت الوطن. أليس هو بطل آسيا ثلاث مرات، وهو من بلغ المباراة النهائية لكأس الأمم الآسيوية ثلاث مرات، وهو من مثل آسيا في كأس العالم أربع مرات. أجمل ما في التأهل، أنه جاء قبل ختام التصفيات بجولتين، وأنه تحقق من مجموعة حديدية، وأنه تفوق على حامل اللقب الأسبق (العراق) في مواجهتين على التوالي، قبل أن يحصد ست نقاط كاملة أمام المارد الصيني والمنتخب الإندونيسي المتطور. يوم أول أمس، أنهى زعيم منتخبات آسيا وكبيرها، خطوة مهمة جدا بالتأهل حسابيا وتنتظر الفارس المغوار جولتان مهمتان يسعى من خلالهما الأبطال لحصد جميع النقاط التي أمامه، وإن فعلها -وهو بحول الله قادر على ذلك- فإن صيته السابق سوف يسبقه إلى استراليا، وهذا ما نسعى إليه. المنتخب السعودي أنهى المشوار الصعب، وحقق التأهل، وبقي أمامه المشوار الأصعب، وهو التخطيط للمشاركة في النهائيات، واستعادة مجد الكرة السعودية على مستوى قارة آسيا، ويجب أن تكون أول خطوة استعدادية للنهائيات مواجهتي الصين وإندونيسيا. المطلوب من جميع عشاق الأخضر مسئولين وجماهير وإعلاما، مسح النظرة السوداوية والتوقف عن جلد الذات والنظر للمستقبل بتفاؤل. علينا جميعا العمل الجاد؛ لتجهيز الأخضر لمرحلة صعبة جدا كل فيما يعنيه. فالمسئولون عن الأخضر معنيون بحماية وتحصين اللاعبين من أي تيارات تعكر الأجواء أمامه، وهو يستعد للمرحلة القادمة. والجماهير معنية بالدعم والتشجيع والمساندة، وكأن الأخضر السعودي هو الفريق الوحيد في المملكة الذي يمارس كرة القدم. والإعلام مطالب بمواصلة الدعم المتوازن تحت قاعدة (لا ضرر ولا ضرار) . صحيح أن التأهل لنهائيات كأس أمم آسيا ليس منتهى طموحنا، وعندما نطالب بما هو أكثر من التأهل للنهائيات، فنحن لا نطالب بأكثر من استرداد مكانة عالية كنا نتبوأها ونتربع عليها، ومع ذلك دعونا نفرح بالتأهل نحن معشر الجماهير والعاملين تحت لواء الإعلام، ونترك المرحلة القادمة لرجالها (نجوم الأخضر) والأجهزة العاملة معه، وإن مسيرة المنتخب السعودي في التصفيات أظهرت لنا مؤشرات بأن الأخضر السعودي يمرض لكنه لا يموت، وإن الأخضر السعودي عائد لزعامة آسيا، ولكن لا نفرط في التفاؤل، وننسى العمل وتصحيح الأخطاء . قبل الوداع .. عندما نتحدث عن حماية لاعبي المنتخب من المؤثرات الخارجية، فإننا لا نعني رفع دعوى قضائية ضد كل من يتحدث بأساليب جارحة على نجوم الأخضر، فالحماية تكون في الغالب بتحصين نجومنا ضد هذه المهاترات، وذلك بالتأكيد لجميع اللاعبين أن أبلغ رد على أعداء النجاح يكون في الملعب فقط، وترك ما يحدث خارج الملعب لأصحاب الشأن، وتلك هي الاحترافية وتلك هي مسئولية الاخوين سلمان القريني وزكي الصالح. خاطرة الوداع .. الرقم (18) حلم سوف يحققه الأخضر بعون الله ثم بهمة رجاله. [email protected]