(هيوستون، لدينا مشكلة). هذه الرسالة التي أرسلت إلى مركز المراقبة من أبولو-13 منذ أكثر من 32 عاما، أصبحت من قبيل الفولكلور الفضائي ووفقا لاحدى النظريات ربما أسهمت في الاعتقاد بأن 13 هو رقم النحس. حدث ذلك مساء 13 من إبريل وكانت الرحلة إلى القمر والتي أقلعت في الساعة 13:13 بتوقيت هيوستون تتعرض لمتاعب كبيرة. ووفقا لنظريات التآمر الخاصة بالخرافات، ترتبط كل التواريخ والاسماء الكبرى التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالرحلة، بصورة حسابية بالرقم 13. غير أنه لحسن الحظ لم يكن ذلك يوم جمعة، وإلا كانت أبولو قد تعرضت لخطر أكبر من وجهة نظر كل أولئك الذين يعتقدون خطأ أن يوم الجمعة الثالث عشر هو يوم منحوس على وجه الخصوص. وإذا كنت واحدا من هؤلاء فإن النصيحة التي يمكن توجيهها بمناسبة يوم الجمعة الثالث عشر من ديسمبر 2002 الذي صادف امس هو أن ذلك الاعتقاد خاطئ من اساسه وليس له ادنى نسبة من المصداقية وكل ما قيل عنه مبني على الجهل والخرافة وترويج الاساطير. وقد وضع الطبيب الامريكي وباحث الفولكلور الدكتور دونالد دوسي تسمية للخوف المرضي وغير العقلاني من يوم الجمعة الثالث عشر، هي (باراسكيفيديكاتريافوبيا)، (الخوف المرتبط بالجمعة 13). ويسخر المتشككون مثل الباحث الالماني الدكتور جنتر هيرشفيلدر من جامعة بون من الخرافة بأكملها قائلا انها ظاهرة جديدة تغذيها وسائل الاعلام التي تربط الاحداث السيئة مثل رحلة أبولو الفضائية التي تم إنقاذها بالرقم (النحس). وكتب هيرشفيلدر في مجلة سكبتيكر التي تنشرها جمعية الدراسة العلمية للعلوم الغريبة أن هذه الخرافة ليس لها علاقة بالفولكلور القديم والتقاليد الثقافية. وللاسف فان التحذير من الرقم 13 قائم في الخرافات المسيحية وانتقل الى كثير من الثقافات الاخرى. فهم يقولون انه كان هناك 13 شخصا على مائدة ما يسمونه العشاء الاخير وحتى يومنا هذا يتجنب بعض المسيحيين ويتبعهم جهلاء كثيرون موائد الغداء التي يجلس عليها 13 شخصا. هذا الاعتقاد الخاطئ عميق في الثقافة الغربية حيث يلاحظ ان ترقيم بعض المباني يقفز من الطابق الثاني عشر إلى الرابع عشر دون أن تذكر الثالث عشر كما تحذف بعض الفنادق الرقم 13 وحتى بعض شركات الطيران تتخطى صف 13. وفي الدول والثقافات الاخرى ليس هناك أي شيء مخيف أو مصدر للمشاكل فيما يتعلق بيوم الثالث عشر ويوم الجمعة كما هو في الثقافة المسيحية. والنتيجة هي أن يوم الجمعة الثالث عشر او أي يوم آخر يمكن أن تتعرض فيه لحالة نحس ولكن فقط إذا ما اعتقدت ان لذلك صلة بذلك اليوم .