بطولة أوروبا في كرة القدم لفرق الدرجة الاولى انتهت بفوز فريق تشيلسي الانكليزي على فريق بايرن ميونيخ، ولكن المنتصر الحقيقي كان حسن حظ، ما تركني أفكر بذلك الذي اذا امطرت الدنيا شوربة (حساء) يجد نفسه واقفاً وبيده شوكة. بايرن سيطر على اللعب وسجل هدفاً في الدقيقة 83، وكان المتفرجون الالمان لا يزالون يحتفلون به معتقدين انهم انتصروا مع قرب نهاية الوقت، واذا بدروغبا يسجل هدف التعادل قبل دقيقتين من نهاية المباراة. وانتهى الوقت الاضافي من دون اهداف، ووصل الفريقان الى ضربات الترجيح. مرة اخرى تقدم بايرن بثلاثة اهداف مقابل واحد لتشيلسي، ثم خسر 4-3، وطارت الكأس التي كانت في طريقها الى خزانة جوائزه. الفريقان لعبا يوم السبت غير ان نحس بايرن كان من نوع خرافة يوم جمعة 13 من الشهر الذي يفترض ان يكون منحوساً. بل ربما كان نحس الفريق الالماني أكثر من توافق يوم جمعة مع الرقم 13، ففي الانكليزية هناك أوضاع كثيرة تقول الخرافات انها تجلب النحس مثل عبور قطة سوداء الطريق امامك (او امام فريق بايرن)، وكسر مرآة، وهذا وحده يجلب سبع سنوات نحس، او فتح مظلة داخل البيت، او المشي تحت سلم أسند الى حائط. في المقابل، قدم أرنب تجلب الحظ الحسن، وكذلك حدوة حصان. واذا لم يجد المنحوس هذه او تلك فعليه ان يدور على نفسه سبع مرات ليكسر سوء حظه. المتفرج على المباراة في ميونيخ ربما احتاج الى خرافة لتفسير سوء حظ بايرن الذي حصل على 20 ركلة ركنية، ولم يحقق شيئاً وحصل تشيلسي على ركلة ركنية واحدة وسجل منها هدف التعادل. تربطني بمدينة ميونيخ علاقة رياضية قديمة، فقد حضرت فيها الالعاب الاولمبية سنة 1972، عندما هاجم مسلحون فلسطينيون اللاعبين الاسرائيليين في القرية الاولمبية، وحضرت بعد ذلك بسنتين كأس العالم فيها عندما فازت المانيا على هولندا 2-1، وبقيت في الفندق حتى الصباح وأنا أسمع بين حين وآخر الهتاف «دويتشلاند»، من الشارع. هذه المرة تابعت مباراة البطولة الاوروبية من على «كنبة» امام التلفزيون، وأمامي فاكهة ومكسّرات، إلا إنني لم انتهِ في جدال مع ابني حول سير المباراة، ومن أجاد ومن أساء، وانما غلبني التفكير في حسن الحظ وسوئه. سمعت مرة انكليزياً في مطعم يقول ان حسن الحظ هو أن يكون أحمر شفاه السكرتيرة من نوع أحمر شفاه زوجة المدير. هذا حظ لا حاجة لنا به، وأفضل منه ان يتزوج شاب صبيّة يحبها ثم يكتشف أن اباها مليونير. غير أن تجربتي الشخصية تقول إن الحظ يبتسم للذي لا يحتاج اليه. والإنكليز يقولون عن الذي يُقبل عليه الحظ أن «سفينته وصلت»، وهو كلام ربما يعود الى ايام الامبراطورية عندما كانت السفن تحمل الى الانكليز خيرات العالم كله. طبعاً من الممكن ان «تصل سفينة» انسان محظوظ، إلا أن الغالبية ليست كذلك، والمنحوس قد تصل سفينته، ويجد نفسه في المطار، أو تصل وهناك إضراب لعمال الميناء. شخصياً لست «متعصباً» وإنما أقبل أن يأتي حظي في سفينة، أو طائرة أو قطار أو سيارة شحن، أو على حمار، وحتى ماشياً. المهم أن يصل لا أن أقضي العمر في انتظاره. في غضون ذلك أجد ان حظي أفضل من حظ فريق بايرن ميونيخ، فالقارئ يعرف انه خسر امام تشيلسي إلا انه قد لا يعرف أنه كان متقدماً في بطولة اندية الدرجة الأولى في المانيا، ثم سبقه فريق بوروسيا دورتموند. واذا كان هذا لا يكفي فالفريق نفسه الذي دفع بايرن يوماً ديونه «رد الجميل» بأن هزم دورتموند بايرن في كأس الاندية الالمانية 5-2. ثلاث خسائر متتالية. هذا ليس مجرد سوء حظ، بل ربما كان من نوع يسبب العدوى، فأبقى مع فريق تشيلسي، أي فريق الحي حيث اقيم في لندن. [email protected]