من الأخبار السارة التي قرأتها خلال الأسبوع الماضي، خبر فوز الطفلة السعودية (كادي مسفر الخثعمي) ذات العشرة ربيعاً، والطالبة بمدرسة الروَّاد للبنات بمنطقة عسير، بإحدى الجوائز الأولى للدورة الثامنة لجائزة تحدّي القراءة العربي، التي أُقيمت في دبي دولة الإمارات العربيةالمتحدة، والتي شارك فيها أكثر من 28 مليون طالب وطالبة مثَّلوا أكثر من 229 ألف مدرسة في 50 دولة، وتحت إشراف أكثر من 154 ألف مشرف ومشرفة قراءة، وتُوّج في ختامها كل من الطالب حاتم التركاوي من سوريا، والطالبة كادي مسفر الخثعمي من المملكة العربيةالسعودية، والطالة سلسبيل صوالحة من فلسطين، أبطالاً لدورتها الثامنة، ونال كل واحد منهم جائزة بقيمة نصف مليون درهم بعد تفوقهم في المرحلة النهائية التي ضمت أوائل الدول العربية، ونال الطالب عمر عبداللطيف من مصر (الأزهر الشريف) المركز الثاني، وجائزة بقيمة 100 ألف درهم، فيما حلّ الطالب سليمان الشميمري من الكويت في المركز الثالث، وحصل على جائزة بقيمة 70 ألف درهم، وشهد الحفل تكريم ثانوية أبي طلحة الأنصاري التابعة للإدارة العامة للتعليم في المدينةالمنورة، بعد حصولها على المركز الثاني في فئة "المدرسة المتميزة"، تقديراً لدورها البارز في تحّفيز طلابها على القراءة وتشجيعهم على المشاركة الفعّالة في تحدّي القراءة العربي، كما تم تكريم (المشرف المتميز)، وتتّويج بطل الجاليات، وبطل الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي في فئة أصحاب الهمم، إضافة إلى أوائل الطلبة المشاركين في التصفيات على مستوى الدول. وفي كلمته في الحفل الذي حضره أكثر من 1500 من الشخصيات، قال سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، إن المعرفة ستبقى خيار المجتمعات البشرية ورهانها من أجل التطور المنشود، وتلبية تطلعات الإنسان الجوهرية في العيش الكريم، والإحساس بالطمأنينة، والثقة بالمستقبل. وأضاف:( إن الطلاب والطالبات العرب، يقدمون في كل دورة من التحدّي، نماذج ملهمة في الإيجابية، والمبادرة، وجسارة تحويل الحلم إلى حقيقة، آمنوا أن المثابرة طريق الفوز، فنالوا ما يستحقون). ووجَّه تحية خاصة للطلاب والطالبات المشاركين في فئة أصحاب الهِمم، قائلاً:(أبناؤنا الطلبة من أصحاب الهمم أثبتوا مرة جديدة لأنفسهم وللجميع، أنهم يمتلكون ما يكفي من عافية الإرادة، وقوة العزيمة، لقهر المستحيل، إنجازات نعتز بها، وإقدام يحفِّز الجيل الجديد على كتابة غد العرب بحروف من نور). وهنأ الفائزين في الدورة، وجميع المشاركين في منافساتها، قائلاً: (أهنئ كل فائز ومجتهد اتخذ الكتاب صديقاً والقراءة أسلوب حياة، وأبارك لأسر الطلبة هذه الفرحة، وأشكر المؤسسات التعليمية في الدول المشاركة، على دورها المقدَّر في نجاح تحدّي القراءة، والتفاني لإعلاء شأن الثقافة، وتمهيد الطريق أمام الأجيال الجديدة، لنيل حقها في المعرفة رسالة سامية) وفي الحفل، ألقت (كادي) كلمة تعبق بالسعادة، والثقة، والفرح، حظيت باعجاب الحضور، تحدثت من خلالها عن تأثير القراءة العميق، ودورها المحوري في تطّوير الشخصية، وبناء الثقة، قائلة :إن القراءة تبني الوعي، وتصوغ المبادئ، والأفكار، وتساعد على صقل الشخصية، وتعزيز الثقة بالنفس، وتحّرير العقل من القيود والأوهام، لأنه كلما زادت معرفة الشخص، أصبح أكثر قدرة على مواجهة الحياة، مضيفة:(القراءةَ هي عيناي التي أُبصر بهما، فهي تجعلُني أُخرجُ أفضلَ ما لديّ، وكلما زادت معرفتي، أصبحت أكثر قدرة على مواجهة تحدّيات الحياة، القراءة تجعلني أعتز بنفسي، فأنا مبدعة ومفكرة). وفي مقابلة مع قناة "العربية، قالت الطفلةالرائعة :( أنا قارئة نهمة، وتجاوز عدد ما قرأت حاجز المئة، وكنت واثقة من فوزي بالجائزة، ووصل عدد الكتب التي قرأتها أكثر من 100 كتاب، وأخصّص لنفسي جدولًا زمنيًّا للقراءة، وفي وقت الفراغ أبحث عن الكتب التي أحبّها وأتفرغ لقراءتها) وقبل أن نختم، لابدّ لنا من تقديم التهنئة، وخالص التقدير لوالديْ (كادي) الكريميْن، فلهما الفضل بعد الله في غرس حب القراءة عندها، وحثَّها على الارتباط بعالم القراءة، ولاشك أن هذا الارتباط، جاء نتيجة وجودها وسط أسرة، وفَّرت لها القصص والكتب والجو المناسب منذ النشأة، وكما يقولون فإن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر،. والقراءة هواية، وعادة تزرع، وزرعها يؤتى ثماره بالري بالكتب، والاستمرار، والتشجيع، ووجود القدوة، الذي يؤدي دورًا مهمًّا في حياة الطفل، في المراحل الأولى من حياته، ودخول الطفل عالم القراءة، في وقت مبكِّر من عمره، وبطريقة صحيحة، كفيلة بأن تصبح القراءة، أهم مشاريع حياته على الإطلاق، وفي كل مراحل طفولته ومستقبله. وبعد، فإن مصدر السعادة والسرور بمسابقه تحدّي القراءة العربي الرائدة، أنها إحدى الوسائل الهامة المشجِّعة على القراءة، والمطالعة، ونأمل آن تعمّ فكرتها كل أنحاء الوطن العربي.