نزح الاف السوريين خلال الساعات الماضية الى لبنان قادمين من منطقة القلمون، شمال دمشق، حيث تفاقم حدة العمليات العسكرية، بحسب ما اعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية امس السبت. جاء ذلك غداة تصعيد في المعارك بين القوات النظامية مدعومة من حزب الله اللبناني ومقاتلي المعارضة وبينهم جهاديون في القلمون حيث حشد الطرفان اعدادا ضخمة من القوات. وذكرت وزارة الشؤون الاجتماعية في بيان «بدءا من ليل أمس وامس الاول شهدت منطقة البقاع الشرقي، وتحديداً بلدة عرسال، تدفّق عدد كبير من العائلات السورية النازحة التي بلغ عددها نحو 1200، معظمها من مناطق القلمون وريف حمص». واضافت ان الوزارة «أطلقت حالة طوارئ على مستوى أجهزتها كافة، وعلى مستوى مختلف المؤسسات الدولية والمحلية العاملة في ملف» النازحين، «لتقديم كل الحاجات الأساسية للعائلات الوافدة». وقالت وكالة إعلامية تابعة للائتلاف الوطني السوري المعارض إن 14 شخصًا قتلوا في عمليات إعدام ميداني نفذتها قوات نظام بشار الأسد الجمع في ريف حمص، بينما حشد حزب الله الاف المقاتلين على الجانب اللبناني من الحدود مع القلمون في اطار مشاركته بما يعرف بمعركة القلمون الكبرى. وثقت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل 25 شخصًا على الأقل -نصفهم أطفال - في إعدامات ميدانية، وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا جراء حملة اعتقالات في قرية وادي المولى، واقتياد المعتقلين إلى مكان مجهول في ظل مخاوف الناشطين من قتلهم.وفي حلب قال القائد العام للواء التوحيد: إن مقاتليه أعادوا توحيد صفوفهم وسيعملون على استعادة المواقع التي خسروها. وذكرت وكالة "مسار برس" الإعلامية أن قوات الأسد شنت هجومًا على قرية "وادي المولة" في ريف حمص وأعدمت 14 من سكانها بينهم عائلة كاملة. وأشارت الوكالة إلى اشتباكات بالقرب من مدخل بلدة "قلعة الحصن" المجاورة بين قوات المعارضة والنظام، مشيرة إلى مقتل اثنين من أفراد قوات النظام. وتابعت الوكالة أن اشتباكات بين الجانبين دارت في مناطق "الرستن" و"الحولة" و"تلبيسة"، فيما انسحبت المعارضة من بلدة "مهين" بعد تدميرها لمستودعات ذخيرة تابعة للنظام في المنطقة. في حين قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام ارتكبت مجزرة في قرية "وادي المولى"، بمدينة تلكلخ، من خلال إعدامات ميدانية وقصف بالدبابات والمدفعية. ووثقت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل 25 شخصًا على الأقل -نصفهم أطفال- في إعدامات ميدانية وقصف بالمدفعية على قرية وادي المولى، وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا جراء حملة اعتقالات في القرية، واقتياد المعتقلين إلى مكان مجهول في ظل مخاوف الناشطين من قتلهم. وبدأت المجزرة -وفق الهيئة العامة للثورة- باقتحام الأمن منزل شخص لاعتقاله فقتلوا جميع من في المنزل ثم طلبوا من الدبابات المحيطة بالقرية أن تقصفها، ووفق نفس المصدر، فقد اعتقلت قوات النظام العديد من سكان القرية ونفذت إعدامات ميدانية ودمرت وحرقت عددًا من منازل القرية. تعزيزات عسكرية وفي ريف دمشق، قال ناشطون: إن النظام قصف بالمدفعية عددًا من مدن وبلدات القلمون، كما شوهدت تعزيزات عسكرية جديدة على الحواجز المحيطة بالمنطقة، في حين شهدت المنطقة حالة نزوح جماعي جراء القصف. وتعرضت بلدة مضايا لقصف بالدبابات وبالرشاشات الثقيلة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان حزب الله حشد آلاف المقاتلين على الجانب اللبناني من الحدود مع القلمون في إطار مشاركته بما يعرف بمعركة القلمون الكبرى. وأن لديه معلومات عن حشد جبهة النصرة والكتائب المقاتلة آلاف المقاتلين تحضيرًا للمعركة. وقال المرصد إن الاشتباكات العنيفة استمرت على طريق حمص- دمشق الدولي من جهة مدينتي النبك وقارة، ما ادى لاعطاب آليات لقوات النظام وقطع الطريق الدولي، واستقدم الطرفان تعزيزات عسكرية الى المنطقة. وقصف الطيران الحربي محيط مدينة قارة ومنطقة الجبل الشرقي من مدينة دير عطية. كما تعرضت مناطق في مدينة داريا للقصف وفتح النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على بلدتي بيت سحم وببيلا مما ادى لسقوط جرحى. كما دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين عند اطراف مدينة الزبداني وطريق عرطورز- الدرخبية. وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. إعادة توحيد من جهة أخرى، قال القائد العام للواء التوحيد التابع للجيش السوري الحر عبدالعزيز سلامة: إن مقاتليه أعادوا توحيد صفوفهم في حلب، وبدؤوا باستهداف مواقع للنظام، وسيعملون على استعادة المواقع التي خسروها. وفي الرقة، قال ناشطون: إن مناطق في المدينة تعرضت للقصف من الطيران الحربي ألحق أضرارًا كبيرة بمباني المناطق القريبة من مواقع القصف مثل منطقة المرور. وفي مدينة دير الزور القريبة اشتبك مقاتلو المعارضة وقوات النظام في عدد من أحياء المدينة. ونشر مقاتلون أطلقوا على أنفسهم اسم "لواء الرحمن" صورًا لإطلاق قذائف هاون من حي الرصافة قالوا إنها موجهة لتجمعات قوات النظام. زيارة موسكو سياسيًا، نقلت وسائل إعلام روسية عن الأمين العام ل"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، بدر جاموس، قوله: إن الائتلاف يدرس دعوة لزيارة موسكو الأسبوع المقبل. من جهته، قال مصدر دبلوماسي روسي: إن وفدًا من الحكومة السورية يضم بثينة شعبان وفيصل المقداد سيجتمع مع مسؤولين في موسكو غدًا الاثنين للبحث في "جنيف2". وفي سياق متصل، أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والموفد الدولي- العربي، الأخضر الإبراهيمي، في مكالمة هاتفية، عن أملهما في تنسيق المسائل العالقة بشأن مؤتمر "جنيف2"، وذلك خلال اللقاء المرتقب أن يجمعهما بمسؤولين أمريكيين نهاية نوفمبر الجاري.