ارتكبت قوات النظام السوري مجزرة في وقت متأخر ليل أول من أمس في قرية وادي المولى قرب مدينة تلكلخ بريف حمص، وذلك بعد قيامها بتنفيذ حملة إعدامات ميدانية، كما قصفت القرية بالدبابات والمدفعية. وقالت لجان التنسيق المحلية إن المجزرة بدأت عندما اقتحمت عناصر من الأمن السوري أحد المنازل لاعتقال مطلوب لديها، لكنها قامت بقتل جميع من كان في المنزل، ولم تكتف العناصر بذلك، بل طلبت من الدبابات المحيطة بالقرية أن تقصفها. مما أدى إلى مقتل كثير من المدنيين. كما دمر العناصر عددا من منازل القرية وأحرقوها، واعتقلوا العديد من سكان القرية واقتادوهم إلى مكان مجهول، حيث يخشى ناشطون من إعدامهم. وأشارت اللجان إلى أن ضحايا المجزرة بلغوا 25 شخصاً على الأقل، نصفهم من الأطفال. وفي ريف حماة، قال ناشطون سوريون إن 12 شخصاً على الأقل قتلوا وجرح العشرات جراء قصف قوات النظام بلدتي العقيربات واللطامنة في ريف حماة ببراميل المتفجرات. كما تحدث ناشطون عن إعدام 9 أشخاص في قرية الجلمة على أيدي قوات النظام. وأضاف الناشطون أن الجيش الحر ما زال يواصل عملياته العسكرية في المنطقة، وسط قصف صاروخي من قوات النظام على قرى ريف حماة الشرقي وعلى بلدة عقرب في الريف الجنوبي. وفي ريف دمشق، قصفت قوات النظام حي القابون وأحياء دمشق الجنوبية بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، كما قصفت بالدبابات مدينة قارة في القلمون بريف دمشق. وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بمقتل 9 أشخاص وجرح العشرات جراء القصف على مدينة قارة بالقلمون، مشيراً إلى اندلاع اشتباكات عند الجبهة الشمالية لمعضمية الشام بين ألوية الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحام المدينة منذ أيام. وتزامن ذلك مع استمرار القصف على مناطق أخرى في ريف دمشق، بينها معضمية الشام وببيلا ويلدا وداريا وبلدات في الغوطة الشرقية. أما في حلب، فقد دارت اشتباكات عنيفة في أحياء صلاح الدين، وبستان القصر، والإذاعة، وجبل الشويحنة. كما لا تزال الاشتباكات مستمرة حول مطار النيرب العسكري. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قتالاً يدور في العديد من الجبهات المختلفة في مدينة حلب وريفها، حيث سقط عشرات القتلى في صفوف القوات النظامية المدعومة من حزب الله وكتائب المعارضة المسلحة، وكذلك بين المدنيين. وبدوره قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن معارك حلب وريفها أسفرت منذ الخميس الماضي عن مقتل 93 من جنود النظام وأسر 11 من عناصر "حزب الله" ومقاتلين إيرانيين. وأضاف الاتحاد أن قوات المعارضة قصفت مطار حلب الدولي بصواريخ جراد، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى داخل مبنى المطار. كما تشهد بلدة تل حاصل معارك محتدمة بعدما سيطرت قوات النظام على أجزاء واسعة منها. وقالت شبكة شام برس إن الاشتباكات العنيفة على تلة الشيخ يوسف قرب مطار حلب الدولي ما تزال مستمرة، وإن كتائب المعارضة تمكنت من السيطرة على أجزاء من التلة الاستراتيجية. وأضافت أن الجيش الحر أعاد توحيد الصفوف في حلب واستهدف مواقع النظام، وأن المقاتلين سيعملون على استعادة المواقع التي خسروها. وتأتي تلك التطورات بعد يوم من استهداف النظام اجتماعاً ضم قيادة لواء التوحيد بغارة جوية أسفرت عن مقتل بعض قادته.