اكدت دراسة نشرت أمس الأربعاء ان طريقة عمل (الجماعة الاسلامية) الأندونيسية تكمن عبر شبكة تمتد من اندونيسيا الى ميانمار (بورما سابقا) مقسمة الى خلايا ينظمها مقاتلون سابقون في افغانستان يجندون عناصرها بين صفوف المدارس. وتحوم الشبهات حول قيام هذه الشبكة، الاقليمية المصنفة على لائحة الأممالمتحدة للمنظمات المرتبطة بالقاعدة، بارتكاب اعتداء بالي في 12 اكتوبر الماضي حيث قضى 190 شخصا، غالبيتهم العظمى من السياح، حتفهم. وقالت دراسة اجرتها منظمة (انترناشونال كرايزس غروب) المستقلة ومقرها بروكسل ان الجماعة الاسلامية نفذت او حاولت ان تنفذ حوالى 50 اعتداء بالمتفجرات في اندونيسيا منذ ابريل 1999. وفي 24 ديسمبر 2000، قتل ما لا يقل عن 19 شخصا خلال هجومات ضد كنائس وكهنة في 11 مدينة في الجزر الاندونيسية. وقبل اعتداء بالي، كانت الاعتداءات التي نفذتها الجماعة الاسلامية بمثابة انتقام لمقتل مسلمين على ايدي مسيحيين في مناطق اندونيسية مثل جزر البهار (ملوكو) وسولازيزي. واعتبرت منظمة انترناشيونال كرايزس غروب في دراسة خاصة ان للجماعة الاسلامية عددا من المحازبين في اندونيسيا، اكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان في العالم، وفي ماليزياوسنغافورةوجنوبالفلبين حيث الغالبية مسلمة كما انها اجرت اتصالات مع مجموعات مسلمة في تايلاند وميانمار. واشارت الدراسة الى ان عددا من الاندونيسيين اسسوا الجماعة الاسلامية في ماليزيا ابان التسعينات بهدف اقامة دولة اسلامية في جنوب شرق آسيا (بواسطة الثورة والارهاب) على حد تعبير الدراسة. وتنقسم الجماعة الى اربع مناطق هي ماليزيا-سنغافورة وجاوا وميندناو-صباح- سولاويزي واستراليا-بابوازيا، وتنقسم هذه بدورها الى افرع وخلايا. وكان مخططو الجماعة يتمتعون بحماية عالم الدين الاندونيسي عبد الله سنغار المتوفى والذي قام بتأسيس مدرسة قرآنية في وسط حزيرة جاوا مع ابو بكر باعشير، وهو رجل تعتبره اجهزة استخبارات المنطقة الزعيم الروحي للجماعة حاليا. يشار الى ان باعشير موقوف في جاكرتا. ورأت الدراسة ان باعشير "يعرف دون شك الكثير عن الجماعة لكنه يرفض الافصاح عن ذلك لكن يبدو انه ليس الشخص المدبر لاعتداءات بالي". فالمخططون هم بغالبيتهم من الاندونيسيين الذين قاتلوا في افغانستان في السابق. وكشفت التحقيقات حول اعتداءات بالي كيف استخدمت الجماعة الاسلامية العلاقات العائلية والروابط الناجمة خلال سنوات الدراسة والمدارس القرآنية للقيام بعملياتها.