جدد وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفلد أمس اتهامات حكومة بلاده لكوريا الشمالية بعد مصادرة شحنة من صواريخ سكود يشتبه بأنها من منشأ كوري شمالي على متن سفينة شحن في بحر عمان احتجزتها أمس البحرية الأسبانية قبالة سواحل اليمن.واعلنت السلطات الأمريكية ان محققين امريكيين يدققون في شحنة السفينة التي تحمل 15 صاروخ سكود مزودة ب 15 رأسا تقليديا شديد التفجر.وسلمت اليمن مذكرات احتجاج رسمية الى واشنطنومدريد وقالت اليمن أمس، أن شحنة الصواريخ كانت تتجه إليها وهي ضمن صفقة شراء ابرمت بين صنعاء وبيونغ يانغ. وطالبت الولاياتالمتحدة وأسبانيا بإعادتها. وقالت واشنطن انها ربما ستسلم الصواريخ إلى صنعاء إذا ما تبين أن الصفقة كانت شرعية مؤكدة على أن اليمن بلد حليف ويشارك في الحرب على الإرهاب. وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت مكليلان أمس ان اليمن بلد "صديق وحليف في مكافحة الارهاب" موضحا ان الولاياتالمتحدة تبحث حاليا مع السلطات اليمنية في القرار الواجب اتخاذه تجاه السفينة. وقال مسؤول دفاعي امريكي لم يفصح عن اسمه أمس، طبقاً لرويترز، ان الولاياتالمتحدة قد لا تجد مفرا من تسليم سفينة كورية شمالية تحمل صواريخ سكود الى اليمن اذا وجدت ان هذا العتاد جزء من تعامل قانوني بين الدولتين. واشار ان الصواريخ ستسلم الى اليمن على الارجح اذا كان اليمن اشترى هذه الصواريخ من كوريا الشمالية على الرغم من اتهام واشنطن لبيونيانج بانها تساعد على نشر تكنولوجيا الاسلحة الخطيرة. واضاف المسؤول حتى الان فان هذه السفينة تحمل شحنة غير معلنة..لكن اذا اتضح ان هذه الصواريخ شحنة مشروعة لن يكون هناك ما يمكنا عمله. مبيعات الاسلحة بين الدولتين لا تتعارض مع القانون. العراق وحده هو الذي حظر عليه /من جانب الاممالمتحدة/ شراء اسلحة. وقال ان اسبانيا سلمت سفينة الشحن الى البحرية الامريكية بعد ان صعدت قوات اسبانية على ظهرها وتم احتجاز السفينة. وافادت.. وكان وزير الدفاع الاسباني فيديريكو تريلو قد قال انه عثر على الصواريخ مع 85 اسطوانة مواد كيماوية لم يكشف عنها مخبأة اسفل آلاف من أكياس الأسمنت على متن سفينة الشحن سو سان التي وضعت تحت المراقبة الأمريكية منذ انطلاقها من كوريا الشمالية. وأدلى رامسفلد بتصريحاته للصحافيين في جيبوتي بعد لقاء مع الرئيس اسماعيل عمر غيلله وقال "ان كوريا الشمالية لا تحب ان تسمعني أؤكد ذلك لكنها لا تزال المسؤول الرئيسي عن انتشار تكنولوجيا الصواريخ والصواريخ الباليستية في العالم". وكانت واشنطن وجهت في الماضي مثل هذه الاتهامات الى كوريا الشمالية. وصنف الرئيس الامريكي جورج بوش في مطلع العام كوريا الشمالية الى جانب العراق وايران فيما اعتبره "محور الشر"، مشيرا الى ان هذه الدول تسعى لحيازة اسلحة دمار شامل وهي مقربة من الارهاب. واوضح رامسفلد ان وجهة السفينة لم تحدد بعد، في حين اعلن وزير الدفاع الاسباني فيديريكو تريلو انها كانت متوجهة الى "مرفأ في الشرق الاوسط". قبل ان تعلن اليمن أن وجهة الشحنة إلى موانئها. وقال الوزير الامريكي ان "ثمة مرافئ غير مشروعة بشكل واضح بين الوجهات التي كان من الممكن ان تسلم اليها الصواريخ". وقالت واشنطن ان اعتراض السفينة في المياه الاقليمية تقرر لان الولاياتالمتحدة كان لديها شكوك حول وجهتها النهائية وليست واثقة من ان تتوجه الى بلد يشتبه بدعمه للارهاب. ولا يوجد في الوقت الحاضر اي دليل يشير الى ان الصواريخ كانت موجهة الى العراق الذي سبق واستخدم مثل هذه الاسلحة خلال حرب الخليج عام 1991. ورفض رامسفلد كشف ما اذا كان وجود الصواريخ على متن السفينة يشكل بحد ذاته انتهاكا للقانون الدولي، موضحا ان محاولة التستر على وجودها يطرح تساؤلات قانونية. كذلك اثارت عملية مصادرة الصواريخ مسائل قانونية. البيان اليمني وقالت وكالة انباء سبأ نقلا عن وزير الخارجية ابو بكر القربي قوله أمس ان (الشحنة تأتي تنفيذا لعقود سابقة تم ابرامها منذ وقت طويل وهي ملك للحكومة اليمنية وقواتها المسلحة ولاغراض دفاعية ولن تصل الى طرف ثالث كما انه ليس لليمن أية نوايا عدوانية ضد أحد واقتنائها لهذه الاسلحة لن يضر بأي حال من الاحوال بالامن والسلم الدوليين). موقف قانوني وقال خبراء دفاع انه لم يتضح اذا كانت كوريا الشمالية تنتهك أي قانون يتعلق بتصدير الصواريخ. وهي ليست عضوا في نظام تكنولوجيا الرقابة على الصواريخ وهو النظام الذي يسيطر على صادرات الاسلحة. وقالت الولاياتالمتحدة امس انه من غير المرجح ان يؤثر هذا الاكتشاف على سياستها ازاء كوريا الشمالية. ودخلت كوريا الشمالية الشيوعية في نزاع مع واشنطن واليابان وكوريا الجنوبية بشأن حقها في تطوير برنامج اسلحة نووية. كيفية احتجاز سو سان وفي مدريد قال مصدر بوزارة الدفاع الاسبانية ان الفرقاطة /نافارا/ والسفينة المساعدة /باتينو/ وهما جزء من قوة متعددة الجنسيات تقودها الولاياتالمتحدة اعترضتا طريق السفينة سو سان. واضاف المصدر الاسباني ان السفينة التي لا تحمل علما مسجلة في قاعدة معلومات بوصفها سفينة يشتبه في انها تقوم بعمليات تهريب غير مشروعة. وطلب قبطان السفينة الاسبانية ان توقف سو سان محركاتها. وعندما رفضت اطلق الاسبان طلقات تحذيرية. وارسل الاسبان فريق تفتيش للسفينة التي كان يقودها قبطان كوري شمالي. وابلغ الاسبان سفينة امريكية في المنطقة وانضم مفتشون أمريكيون إلى الطواقم الأسبانية.