لا أخفيكم أن التعديلات الأخيرة على نظام المطبوعات خاصة ما يهم الكتاب أخلت بتوازننا ووضعتنا في حرج شديد في ظل عبارات مطاطية قد تجعل من رقبة الكاتب هدفا مشروعا لأي رقيب بعد أي مقال يكتبه حتى لو كان عن احتفال العالم بعيد الأم أو الأسرة أو حتى بأسبوع الشجرة. هذا الإخلال بالتوازن أشد قوة على الكاتب اليومي المطالب بطرح قضايا المجتمع وهموم الناس وكلها أمور لا تخلو من المخاطرة. بالأمس وبعد أن أعدت قراءة التعديلات الجديدة عدة مرات، أحسست بعجزي عن تمييز الأخضر من الأحمر، فاتجهت لشاطئ العزيزية لعل في ذلك ما يساعدني على الفهم. وعندما وصلت إلى هناك تذكرت ذلك الشاطئ الجميل الذي كنا نجلس قربه في طفولتنا قبل أن يتحول إلى مخطط خاص، فلم يعد هناك شاطئ ولا يحزنون وقلت: سأكتب عن هذا الموضوع الخطير، لكن وبعد تفكير طويل اقتنعت بأن إبليس اللعين هو الذي قادني إلى هناك لأتذكر وأكتب رغم علمه وتيقنه بأنه ليس لدي نصف مليون لأدفعها لو انحرفت ريشة هذا القلم دون قصد، وتساءلت عمن سمح بتوزيع هذا المخطط وطمس ذكريات الناس فضيق عليهم كما ضيقت علينا هذه التعديلات .. لعنة الله على إبليس.. ولكم تحياتي. [email protected]