الكاتب مثله مثل أي إنسان محب لوطنه ولمجتمعه. يمكن أن تحبطه بعض التقارير أو الأخبار، وربما يتأثر ويراجع نفسه قبل أن يواصل الكتابة خاصة عندما يكتشف انه يكتب عن تمنيات ببناء مدرسة هنا أو مستوصف هناك في الوقت الذي تكون الطيور قد طارت بأرزاقها. نعم لقد أحبطتني بعض الأخبار وأجزم أن مثلي كثيرون ممن حاولوا بأقلامهم رسم صورة وردية عن أمل واعد ومستقبل باسم لهذا الوطن وهذا المجتمع. اعرف أن من يؤمن برسالته الإعلامية وواجبه الوطني ونزعته للمثالية والنموذجية لا يمكن أن يتراجع ولو توقف مؤقتا ولن ييأس حتى لو كانت الأمور من حوله تبعث على اليأس وتنقله إلى عالم الإحباط. كم أتمنى على الجهات الحكومية تزويدنا معشر الكتاب بما لديها من أراضٍ بيضاء تحت تصرفها حتى لا نضع أنفسنا في حرج الاقتراحات والتمني والأحلام الوردية وكي لا نعزف على أوتار نكتشف لاحقا أنها أوتار مقطوعة. كلما عدت إلى المخططات الأصلية لمدينة الخبر أصبت بالحسرة والألم بعد أن كانت مخططات مثالية فيها الحدائق والشواطئ والمدارس والمواقف فإذا بها تتحول بقدرة قادر عليم لتصبح مراكز تجارية وعمارات سكنية تخنق المدينة وتغير من ملامحها. الخبر ليست إلا مثالا فمثلها الكثير من المدن. ولكم تحياتي [email protected]