شبكة الإنترنت .. أسيء استخدامها .. وشوهت صورتها .. وباتت محل شك وريب.. ونافذة- تطل على العالم المنفتح - جالبة معها كل الريح . ولعلنا نقدر للرقيب النشط الذي استطاع أن يحكم - أو بالأحرى يمنع - الكثير من السقطات واللقطات التي تروجها بشيء من الإباحية المعلنة بعض المواقع الدخيلة .. نقدر هذا الدور القومي العظيم الذي لايثمنه إلا العقلاء. ويبقى أمر الدخول بالطريقة التقليدية إلى تلك المواقع أمرا مستحيلا!! لكن هناك وسائل تخدمها أفكار شيطانية تعتمد على طلاسم وطرق متعددة لاتبدو واضحة للرقيب المنّصح تساعد على التسلل إلى تلك المواقع عبر قنوات مظلمة يستطيع من خلالها هؤلاء الدخول إلى أي مكان - ولعلها تتضمن الدخول والتطفل على أجهزة الآخرين في أي وقت تشاء - وتبدو بعض المؤسسات الحكومية وكذلك الخاصة التي تعتمد أعمالها على الشبكات الداخلية والإنترنت نجحت في وضع جدران واقية لكافة أجهزتها لحمايتها من الاختراق والاستخدام الخاطئ .. إلا أن بعض موظفي تلك المؤسسات - ممن نصفهم بالمراهقين - يتجاوزون - مع سبق الإصرار- هذه الحواجز بطرق ملتوية وغير شرعية في عملية اختلاس حقيقية لساعات عمل المؤسسة دون وجه حق حيث تجدهم يضيعون أوقاتهم وأوقات العمل في أمور شاذة .. إما بالولوج إلى المواقع السافرة أو في استخدامات المحادثات الخاصة ك( التشات أوالماسنجر) أو الوسائل الآخرى التي تضيع أوقاتهم ومعها يضيع العمل. التقينا على طاولة واحدة في إحدى المتنزهات مع عدد من مستخدمي الانترنت واستطلعنا آراءهم. استغلال الخدمة لأغراض شخصية كانت البداية للحامد حيث قال: يتمتع العالم العملي المحيط بنا بقدر كبير من الإمكانات التي تساعده على إنجاز الأعمال في أسرع وقت ممكن من خلال أجهزة الحواسيب أو الأجهزة الأخرى المتاحة التي تساهم في خدمة الأعمال الوظيفية .. لكن هناك فئة من الموظفين المراهقين يحاولون استغلال هذه الخدمات لأغراض منحرفة خاصة بهم تعرقل من جودة عطاء هذه الأجهزة التي وجدت لتسهيل وخدمة آلية العمل. وأضاف: ينبغي من تلك المؤسسات التي تعتمد على الحواسيب وشبكات الإنترنت في أعمالها تقييم أعمال موظفيها ومراقبتهم حتى لايؤدي الإفراط في استخدام هذه الخدمة إلى انتكاسة عكسية تضر بالعمل وبالشخص نفسه مشيرا إلى أن هناك أكثر من موظف فقدوا وظائفهم نتيجة استخداماتهم الخاطئة للأجهزة التي توفرها لهم مؤسساتهم. خرق قانون العمل يستحق العقاب وقال فيصل الراشد: ان استغلال ساعات العمل في مثل هذه الأمور يعد خرقا لقانون العمل يستحق عليه هذا الموظف أو ذاك كبيرا أو صغيرا العقاب وعدم التساهل في ذلك.. لأن التساهل أو التسامح تجاه مرتكبي هذه التجاوزات يساهم في تخلف مستوى إنتاجية العمل الذي لم تخل منه غالبية مؤسساتنا المتواضعة. واضاف: يتوجب على مؤسساتنا إدراك أهمية هذه الشبكة (الإنترنت) وضرورة الاستفادة من خدماتها الكبيرة في خدمة المجتمع والمشاريع التنموية حيث لاتزال الكثير من مؤسساتنا المحلية تأخذ نهج الاجراء التقليدي المتأخر في إنجاز معاملاتها ذات العلاقة المباشرة بالمجتمع مشيرا إلى أن شبكة الإنترنت داخل إطار حدودنا أخذت في الانتشار على مستوى الأفراد في حين تجاهلتها - بكل عداء - معظم إداراتنا في القطاع العام وكذلك الخاص. عدم المقدرة على الحماية وقال طارق الغامدي: ان التعامل في بيئة الشبكة الإلكترونية يجعلنا أكثر تقدما في إنجاز المعاملات والأعمال الخاصة والعامة إلا أن عدم الوعي الذي يعايشه بعض العاملين في مؤسساتنا العامة يجعلنا ننظر إلى الإنترنت نظرة قاصرة يصعب معها التكييف الذي سبقنا به العالم المتقدم حيث تجد معظم العاملين في مؤسساتنا العامة التي توفر هذه الخدمة على المستوى العملي يعبثون بصورة غير حضارية مسخرين خدمات الشبكة لأغراض غير حضارية .. كما أن عدم المقدرة على توفير الأمن الوقائي لكافة البيانات التي تحتفظ بها الشبكة المحلية التي ترتبط بشبكة الإنترنت تحول دون اعتماد مؤسساتنا بصورة شاملة على الإنترنت في أعمالها. واضاف: حتى نستطيع اللحاق بالعالم المتقدم في هذه المجالات الإلكترونية يجب علينا أن نعمل على تأسيس قاعدة متينة من الثقافة الإلكترونية تشتمل على دورات حقيقية فاعلة تساهم في رفع كفاءة العاملين وتكرس في داخلهم الوعي الذي يستطيعون من خلاله خدمة مجتمعهم ووطنهم مشيرا إلى أن هناك مؤسسات تمتلك قاعدة متينة من الأجهزة الحديثة إلا أن استخداماتها لهذه الأجهزة لايتعدى كونها آلات طابعة أو ربما توجد لديها شبكات داخلية توحي لك وكأنك لاتزال في بدايات ظهور جهاز الحاسوب.