بين حين وحين تجأر قيادات الجيش الاسرائيلي من أساليب شارون بإصراره وتعنته على مواصلة قتال الفلسطينيين رغم علمه بعدم جدوى قتالهم وأن الحل العسكري لن ينهي الأزمة القائمة بأي شكل من الأشكال، ولا سبيل لتسوية المشكلة الفلسطينية/ الاسرائيلية إلا بالتفاوض والحوار، غير أن شارون كعادته يرفض هذه الدعوة ويحاول تجاهلها رغم علمه ان العنف والعنف المضاد لن يؤدي إلى تسوية، ورغم علمه ان وعوده التي قطعها لناخبيه في أول يوم من تسلمه مقاليد الرئاسة الاسرائيلية بتصفية الوجود الفلسطيني ذهبت أدراج الرياح، بل ان تهاوي تلك الوعود أدى إلى انخفاض شعبيته بشكل واضح، وسوف تؤثر قطعا على سير انتخابات الرئاسة الاسرائيلية المقبلة، وهذا يعني بالضرورة أن تجاهل الحلول السياسية سوف يؤدي إلى تعقيد الأمر، فالانتفاضة الفلسطينية الباسلة لن تتوقف إلا بحل سياسي عقلاني يعيد للفلسطينيين حقوقهم المشروعة وعلى رأسها حقهم الطبيعي في تقرير مصيرهم واقامة دولتهم المستقلة على تراب أرضهم الوطني وعاصمتها القدس، وبدون هذا الحل الذي مازال شارون مصرا على رفضه فإن مسلسل العنف سيبقى قائما، فقد ثبت طيلة سريان الأعمال الفدائية الفلسطينية وردود فعلها العنيفة أن تسوية الأزمة القائمة لايمكن أن تتأتى بالأساليب العسكرية بل بالحوار السياسي الجاد الذي دعت اليه جميع مبادرات السلام وآخرها المبادرة العربية والرؤية الأمريكية اضافة إلى منطوق الشرعية الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة بما يؤكد مجددا أن التطرف الاسرائيلي المتمثل في القيادة الليكودية الحالية سوف يؤدي الى تصاعد العنف، وأن السبيل الأمثل الذي لابديل عنه لتسوية الأزمة القائمة هو الحل السياسي القائم على تحكيم لغة العقل وبلورة أهداف السلام الشامل المنشود في المنطقة.