عاد المفتشون الدوليون الى بغداد، عادوا يبحثون عن اسلحة ذات تدمير شامل يقال ان العراق يخفيها في اراضيه او في مؤسساته او في قصور الرئاسة او في عقول بعض العلماء العراقيين. عاد المفتشون بموجب قرار مجلس الأمن الدولي الجديد وهم هذه المرة مسلحون بصلاحيات اكثر ولديهم قدرة اكبر على العمل وحرية في التحرك، وغطاء عسكري مؤثر وتهديدات أمريكية وبريطانية باستخدام القوة العسكرية فورا في حالة اي تردد عراقي عن المساعدة او تقديم المعلومات او اية عرقلة لجهود المفتشين او حتى تفكير بذلك. نصف ساعة من التأخير في تقديم المعلومات او منع المفتشين من الوصول الى اهدافهم كافية لاندلاع الحرب الجديدة. ايدي الاميركيين والانكليز على الزناد.. وكل شيء جاهز للانطلاق وساعة الصفر قريبة! لا شيء يمكن ان يمنع الحرب سوى التعاون العراقي مع هؤلاء المفتشين. هذا ما طلبه الاصدقاء مثل الاعداء من الحكومة العراقية. وهذا ما نفذته بغداد وكانت ولا تزال تبدي مرونة فائقة في التعامل معه دون قيد ولا شرط. بلكيس كبير المفتشين الدوليين والبرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الموجودان في بغداد يجريات مباحثات تمهيدية لبدء عمليات التفتيش وهما مطالبان بالحفاظ على (كرامة العراق وسيادته وامنه الوطني) كما ترى الصحف العراقية مثلما هما يسعيان الى نتائج مهمة. ولا نظن ان نتائج المهمة الطويلة الشاقة ستكون ممكنة الظهور قبل ستة اشهر من الان لكن كل لحظة ممكنة ان تشعل فتيل الحرب، لان واشنطن ولندن استطاعتا ان تحصلا على موافقة مجلس الامن على شمول مناطق الحظر الجوي بقراره الاخير الامر الذي يجعل تصدي العراق للطائرات الاميركية والبريطانية والحليفة في هذه المناطق يعني اختراقا للقرار الجديد ويعني الحاجة الى العودة الى المجلس للقبول باستخدام القوة مع ان واشنطن تفهم حتى الآن ان بامكانها استخدام القوة فورا او تلقائيا لمجرد ورود تقرير بانتهاك العراق لالتزاماته حسب القرار الاخير!! عمليات تفتيش صعبة ومضنية ولحظات حرجة طويلة ستظل خلالها الاعصاب مشدودة والايدي على الزناد. من ينقذ من ومن من ؟؟ يا ترى!! الوطن العمانية