عزيزي رئيس التحرير يختلف شهر رمضان عند البعض لكونهم يصرون على ان يكون هذا الشهر هو شهر التعب والكسل ففي النهار يربطون ألسنتهم ويرددون (اللهم إني صائم) وفي الليل يطلقون ألسنتهم لمهب الريح تأكل الاخضر واليابس.. فهم لا يستطيعون ان يعودوا السنتهم على الصوم عن الكلام الجارح حتى في ليل رمضان.. هؤلاء يصومون طول العام ويفطرون فقط في رمضان فأصناف الاكل واطيبها ليس لها طعم الا في شهر رمضان. فالموائد تمتلىء كما تمتلىء المعدة (بشراب الفيمتو) الذي ربما ان البعض اذا لم يجده على المائدة يعتقد بان صيامه غير مقبول. فربات البيوت أو كل من يطلق عليها انثى حتى الصغيرات تجدهن في حالة من الاستنفار الشديد خصوصا في فترة ما بعد العصر في تجهيز الموائد العريضة بمختلف الاصناف وتزداد حالة هذا الاستنفار اذا كان هناك مدعوون يصر رجل البيت بكل شجاعة ورجولة في الاصرار على الدعوة تحت شعار (خلونا نكسب اجركم اليوم) ليتحول هذه الكرم الى ام المعارك في حالة ان يطلب منه احضار (علبة ملح من البقالة) فهؤلاء النسوة يرهقن انفسهن الى درجة أنهن لا يجدن الوقت للتعبد والطاعات بالانشغال معظم أوقاتهن في المطبخ. ليس من العدل ارهاق واثقال المعدة المسكينة بالأكل والمياه حتى تصبح كالقربة المليئة حتى لا يستطيع صاحبها التنفس.. ليدخل في مرحلة الغيبوبة والغثيان فالرحمة مطلوبة. شهر رمضان هو شهر الجلد ومقاومة النفس على الطيبات حتى بعد ساعات الافطار وقبلها تعويد النفس على الطاعات ليس فقط في هذا الشهر الفضيل وانما هو تعويد النفس ليغير ويعود الأنفس ويصحح. ويقويها على الطاعات والعبادات ويصحح سلوكها وتعاملها حتى نتعامل بصدق ليس في رمضان فقط وانما في الدهر كله.