استقبل العراقيون الذين يعانون حصارا اقتصاديا خانقا شهر رمضان هذا العام وهم يعيشون تحت وطأة التهديد بحرب قد تشنها الولاياتالمتحدة على بلادهم لتزيد معاناتهم معاناة. وقال عزيز عبدالمجيد الموظف في إحدى الوزارات العراقية (ان الأمريكيين الذين لا يريدون ترك الشعب العراقي وشأنه انتقلوا من الحصار الاقتصادي إلى التهديد بشن عدوان عسكري جديد) وتابع عبدالمجيد (45عاما) يقول (كيف يمكن لنا أن نتمتع بهذا الشهر الفضيل، ونحن نسمع يوميا هذا السيل الكبير من التصريحات العدوانية ضد بلدنا.. تارة تحت ستار مكافحة الإرهاب، وتارة أخرى تحت ستار إزالة أسلحة الدمار الشامل). وأضاف عبدالمجيد وهو أب لثلاثة أولاد (ان مثل هذه التهديدات لن تزيد العراقيين إلا صموداً وصبراً وإيماناً لمواجهة المعتدين الأمريكيين والتصميم على مواجهتهم بكل وسائل الدفاع عن النفس). وتقضي التعليمات والتقاليد في العراق بإغلاق المطاعم والمقاهي طيلة ساعات الصيام، ورغم حصول تحسن طفيف في الظروف الاقتصادية فإن الغالبية العظمى من العراقيين لا تزال مجبرة على تقليص أنواع الأطعمة على موائد الأفطار بسبب استمرار الحصار وارتفاع أسعار المواد الغذائيةالمستوردة. وقالت بديعة فاضل وهي متقاعدة وأم لخمسة أطفال (ان الحصص التي توزعها وزارة التجارة بموجب البطاقة التموينية منذ عام 1990 وفرت لنا قدراً كافيا من المواد الأساسية تكفي لتأمين احتياجاتنا من الطعام). وبعد أن تضرعت إلى الله لكي (ينتقم من الأمريكيين الطغاة) استدركت وقالت ان الأسواق التجارية مليئة بالمواد الغذائية والكماليات (لكن الشيء المهم هو أن تكون جيوب الراغبين بالشراء مليئة بالدنانير للدفع وهذا غير متوافر بالنسبة لي). وكانت الأسواق التجارية قد شهدت طوال الأسابيع الماضية اقبالا من العراقيين الذين يحرصون على تأمين المواد الغذائية لإعداد وجبات الطعام الخاصة بشهر رمضان. وقال احسان سعيد وهو بائع بقالة وبهارات في سوق الشورجة أكبر الأسواق العراقية وأقدمها (أن بيع البقالة خاصة العدس كان بارزاً، وكذلك التمور والحليب المجفف والبهارات). وتقضي تقاليد شهر رمضان أن تقدم العوائل على موائد الأفطار أنواعاً من الحساء يأتي في مقدمتها حساء العدس إلى جانب الأكلات الأخرى مثل الأرز والمرق، غير أن التركيز يتم على الأطعمة التي لا تحتاج إلى لحوم حمراء أو بيضاء لغلاء أسعارها. ويبلغ سعر الكيلو غرام من اللحوم الحمراء نحو دولارين في حين يبلغ سعر الكيلو غرام من لحم الدجاج نحو دولار واحد بينما لا يتجاوز متوسط الدخل الشهري للموظفين الذين يشكلون الغالبية العظمى من الشعب العراقي العشرة دولارات. ويعاني العراق منذ عام 1990 من حصار اقتصادي خانق جعل مستوى المعيشة في العراق يتراجع بشكل كارثي, كما تهدد واشنطن بشن حرب على هذا البلد بعد اتهامه بتطوير اسلحة دمار شامل.