كما هو الحال في كل رمضان، ينقسم العراقيون في تحديد مطلع الشهر ونهايته بحسب مذاهبهم، ويدخل الانقسام الى المذهب الواحد والعائلة الواحدة. فبعدما أعلن ديوان الوقف السني وعدد من مراجع الشيعة أن الأربعاء أول أيام شهر رمضان، ظلت غالبية شيعة العراق تنتظر رأي المرجع الأعلى آية الله السيد علي السيستاني الذي أعلن يوم أمس الخميس أول أيام شهر رمضان المبارك. واستقبل أهالي مدينة النجف شهر رمضان اليوم بارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية التي تدخل في المائدة الرمضانية، مثل العدس والبقوليات، في وقت تشهد المدينة انقطاع شبه تام للتيار الكهربائي. وعزا المسؤولون أسباب ارتفاع الأسعار الى عدم توزيع وزارة التجارة معظم المواد الغذائية ضمن البطاقة التموينية. ويعتقد بعض الخبراء بأن احتكار بعض المتنفذين السوق يحول دون تنظيمه في طريقة صحيحة. ويلقي أصحاب المحال والتجار باللوم على المواطن الذي يندفع في شكل غير منظم لشراء مواد حتى خارج نطاق حاجاته. ويقول تاجر الجملة حيدر الصفار ل«الحياة» إنه «مع حلول شهر رمضان تزداد أسعار المواد الغذائية. وكمثال على ذلك، ازداد سعر تنكة زيت الطعام من 20 الى 24.5 دولار، وكيس السكر من 42 ألف دينار الى 51 ألفاً، وصفيحة السمن الداخل ضمن البطاقة التموينية من ستة آلاف و500 دينار الى 14 ألفاً و500 دينار». بدوره، يقول جبار علي من أهالي النجف القديمة ل«الحياة»: «أتيت الى سوق الجملة لشراء المواد الغذائية بأسعار أقل، إلا أنني فوجئت بأن ارتفاع الأسعار شملها أيضاً، وفي شكل خاص الرز والسكر». ويشير إلى أن «غالبية المحلات ترفع أسعار بضائعها خلال شهر رمضان من دون أن تتعرض الى المساءلة من الجهات الحكومية». ويضيف أن «جميعنا مسلمون. ومن الأولى أن يكون قدوم رمضان مصحوباً بالخير وأن يخفض التجار أسعار بضائعهم، وليس العكس». بدوره، كلف مجلس محافظة النجف لجنة النزاهة التابعة له مراقبة أسواق المحافظة خلال شهر رمضان لمنع أصحاب المتاجر من رفع الأسعار، وملاحقة المخالفين. وقال الناطق باسم مجلس المحافظة أحمد الدجيلي ل«الحياة» إن «المجلس عقد اجتماعات في حضور رئيس اللجنة الاقتصادية وأعضائها لمناقشة دعم السوق المحلية ومنع ارتفاع الأسعار فيها خلال شهر رمضان المبارك». وكشف الدجيلي أن «المجلس قرر إضافة ساعة واحدة على تشغيل مولدات الكهرباء الأهلية خلال فترة السحور لتعويض النقص في الطاقة الكهربائية وتمكين الأهالي من أداء مناسك رمضان». وتعد النجف من أهم المراكز الدينية في العراق، وتحتفل بشهر رمضان في شكل يكاد يختلف عن بقية محافظات العراق، إذ تكثر الزيارات إلى مرقد الإمام علي وتشهد شوارعها حركة كثيفة منذ وقت الفطور وحتى ساعات الصباح الأولى. كما تزدهر أسواقها بمعروضات اشتهرت بها المدينة دون غيرها ولا سيما بعض أنواع الحلويات الخاصة بها.