انتهزت فرصة انشغال الأولاد في المذاكرة لاختبارات الشهر ، وهدوء المنزل إلا من بعض الأصوات التي أعرفها جيدا (في المطبخ) وأخذت قيلولة .. لم أهنأ كثيرا إذ أحسست بزلزال (المدام) يهز كتفي بدرجة 7 مقياس ريختر : "إصحى" ! قمت مفزوعا أتمتم (اللهم اجعله خير)! قالت بعصبية : "الغاز خلص والأذان قرّب ، ما لحقت أجهز الإفطار"! استجمعت "انتفاضتي" وتساءلت لها بهدوء: "والاسطوانة الثانية" ؟ ولكنها قالت بحسرة : "نسيت أن أخبرك بأنها فاضية"! أجبتها : "ما عليك، نأكل أي شيء وبعد الإفطار يحلها ربنا"! صرخت في وجهي : كيف .. نسيت إن أهلي معزومين عندنا اليوم .. ماذا يقولون؟ قلت لها : لن يقولوا شيئا ! ولكنها لوت براطمها ورشقتني بقولها: لو كانوا أهلك كنت تجري ، لكن أنت دائما تحتقر أهلي ، وأشارت لي بيدها اليمنى:لو سمحت دور على حل! قلت لها : "لا تحزني .. سأذهب لأقرب مطعم وأحضر طعاما". زادت عصبيتها ونهرتني بقولها : "آسفة .. أهلي ما ياكلون من مطعم"! استعذت بالله من الشيطان الرجيم ونهضت متثاقلا على جنبي الأيسر محاولا أن أعتدل في جلستي وقلت "لا تحاولي افتعال مشكلة .. ليس هناك فرق بين أهلي وأهلك .. إنهم .." لم أكمل جملتي لأنها قاطعتني : "إسمع .." فقدت أعصابي وصرخت فيها: "اسمعي انت .." ولكني سرعان ما تراجعت بعد أن خيّل إليَّ أن شيئا ما يلمع في يدها ، فتذكرت أنها خارجة حالا من المطبخ وربما ، أقول لأن بعض الظن إثم ربما تكون قد استعانت بشيء منه ، فنهضت واقفاً وأنا أصرخ : "إلا هذا .. " تلفتُّ حولي .. فلم أرَ شيئا ، سمعت وقع أقدام تهرول ، وإذا بها أمامي تسألني : "خير .. وش صحاك " ؟ فتمتمت بحذر : " أخبار الغاز إيش ؟" .. نظرت لي نفس النظرة التي أعرفها وهي تتعجب ، برطمت وطنطنت دون أن يسمعني أحد : لا صوت يعلو فوق صوت ال "مدام" ؟! ورميت رأسي على الوسادة ؟! حازم