مساء الساحل الشرقي هذا اليوم ليس ككل المساءات، ومباراة هذا المساء باستاد الامير محمد بن فهد ليست ككل المباريات. يكفي أن نذكر بأن جميع المباريات التي جمعت فريقي الاتفاق والقادسية في السنوات الاخيرة في دوري الاضواء كان بنو قادس مهددين بالعودة لمصاف اندية الدرجة الاولى وكان هو بأمس الحاجة لنقاط المباراة.. اما هذا المساء ورغم ان الوقت مازال مبكرا على لغة البقاء والهبوط، الا ان خسارة الاتفاق تعني انه فقد (12) نقطة من اربعة لقاءات وذلك الكم من النقاط قد يدخله في دوامة الصراع في التفكير من اجل البقاء فقط. وفوز القادسية يعني ارتفاع حصيلته من النقاط الى تسع وهو عدد يستطيع من خلاله المنافسة ولو مؤقتا للدخول الى المربع الذهبي. ولكن فوز الاتفاق قد يعيد ترتيب الاوراق من جديد لفارس الدهناء وقد تكون انطلاقته لحصد نقاط اخرى.. لاسيما انه سيعيد توازنه. طريقة لعب مدربي الفريقين راينبرجن (الاتفاق) والعجلاني (القادسية) قد تكون واحدة هي3/5/2ولكن الاسلوب مختلف خاصة في هذا اللقاء حيث ان مساندة لاعبي الوسط القدساوي لدفاعهم ستكون على حساب الشق الهجومي خاصة سعود كريري وعبده حكمي اضف الى ذلك تقدم الظهيرين البرازيلي ماركوس (يمينا) وخالد الحرندا (يسارا) سيكون محدودا لان المهام المطلوبة منهما ستكون للشق الدفاعي على حساب الشق الهجومي.. لاسيما ان العجلاني سيعمد كثيرا على الهجوم المرتد تماما كما فعل مع الشباب بل انه سيلعب في خط المقدمة بالصالحين القنبر والسرحاني وهما اللذان شاركا امام الشباب. وسيعتمد في غزو الاتفاق على انطلاقات سعيد الودعاني من الجهة اليسرى وعبده حكمي من الجهة اليمني، وسيعمد العجلاني للمحافظة على منطقة المناور مسرحا لمواجهة اندفاع الاتفاقيين قبل الوصول الى منطقة القادسية المحظورة. وبمعنى آخر فان العجلاني سيترك الحرية للاتفاقيين في ملعبهم وستكون الجبهة الدفاعية الاولى له وسط الملعب وربما يستفيد العجلاني من تقدم حمد العيسى اللامحدود من جهة الاتفاق اليمنى في انطلاقات الودعاني من جهة القادسية اليسرى. في المقابل فان مدرب الاتفاق الهولندي راينبرجن سيعمد على فتح اللعب عن طريق الاطراف العيسى والعائد للمشاركة سعد العبود وربما تكون الجهة اليمنى الاتفاقية هي مفتاح بناء الهجمات لوجود العيسى والنجعي والاخير كان ورقة مدرب الاتفاق الرابحة في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد. وتبقى مشكلة الاتفاق التي لم يجد لها المدرب حلا طوال المباريات الثلاث التي لعبها الفريق في مسابقة الدوري ليست في الوصول الى مرمى الخصم، بل في النهاية السليمة للهجمة حيث يتفنن هجوم الاتفاق يسري الباشا وصالح بشير وحتى لاعبي خط الوسط في اضاعة الفرص السهلة امام المرمى على عكس هجوم القادسية الذي ينتهز الفرص من هجمات محدودة طوال المباراة وخير مثال على ذلك مباراة الشباب الماضية. ويمتاز الوسط القدساوي عن الوسط الاتفاقي بإجادة لاعبيه التسديد على المرمى من مسافات بعيدة خاصة عبده حكمي وسعود كريدي ولكن هذه الميزة ربما تقتل اذا لعب الفريق بطريقة دفاعية بحتة. مدرب الاتفاق استجاب لنداءات ادارة ناديه بترميم الدفاع بعد ولوج عشرة اهداف في مرمى الفريق من ثلاث مباريات فقط حيث ينوي المدرب بالزج بالمدافع عبدالفتاح شعيب الذي ظل حبيس مقعد الاحتياط في المباريات السابقة. ويملك مدرب الاتفاق اوراقا لم تكن لديه في المباراتين السابقتين وذلك بعودة المصاب حسين النجعي للتشكيل الاساسي ومشاركة سعد العبود الذي شارك مع منتخب الشباب في بطولة آسيا بالدوحة والنجعي يجيد تمويل خط المقدمة من الجهة اليمنى والعبود يقوم بنفس الدور من الجهة اليسرى ويجيد هذين اللاعبين فتح الثغرات في الدفاع ومشاغبتهما ستمنع من تقدم ظهيري القادسية ماركوس والحرندا من مشاركة فريقهما في بناء الهجمة. وسيكون اللقاء تحديا جديدا للمتخصص في هز شباك الاتفاق صالح القنبر الذي هز شباك الاتفاق في مباراتي مسابقة كأس الأمير فيصل وما ينطبق على القنبر ينطبق على لاعب الاتفاق مبارك الخليفة الذي سجل هدفين في المرمى القدساوي في مباراة الدور الاول لكنه لم يشارك في الدور الثاني. ولغة مباراة الليلة ستكون اندفاعا اتفاقيا نحو الهجوم وتحفظا قدساويا في الدفاع لان ظروف الاتفاق هي الفوز بأي ثمن وظروف القادسية خطف نقطة التعادل كونه قد حصد ست نقاط في المباراتين السابقتين، وربما يستفيد القادسية من توتر لاعبي الاتفاق خاصة ان مرور الوقت أثناء المباراة دون ان يسجل الاتفاق ستكون فرصة مواتية للقدساويين لتوجيه ضربة قاضية في وقت حرج للاتفاقيين. القادسية يدخل اللقاء بدون ان يكون له اية مصابين في القائمة بينما يدخل الاتفاق اللقاء بدون لاعبين أجانب نظرا لانقطاع السنغالي مأمون ديوب عن التدريبات احتجاجا على المدرب واصابة مواطنه سلمان سيسي في التدريب قبل الاخير للمباراة بشد عضلي بالاضافة لعدم جاهزية صالح بشير الجاهزية الكاملة وغياب قائد الفريق وصانع العابه عبدالله الدوسري بداعي الاصابة. اما لغة الجمهور فيتوقع ان تمتلىء مدرجات استاد الامير محمد بن فهد كون اللقاء يجمع فريقين بينهما تنافس تقليدي (ديربي) ولان وضع الاتفاق ورغم ان الدوري مازال في جولته الرابعة في وضع خطر، ولأن فوز القادسية يعطيه دفعة معنوية كبيرة للتفكير في الوصول الى المربع الذهبي والاهم ان تعادل الاتفاق او خسارته يعني اقالة المدرب الهولندي وليام راينبرجن فهل يلغي احمد العجلاني مدرب القادسية عقد الهولندي ام يكون له طوق نجاة؟ هذا ما سنعرفه عقب صافرة النهاية. الرويعي