بعض المباريات لا يمكن التنبؤ بها ولا تخضع لمقاييس مسبقة، ولا تخضع لعوامل النقص أو اكتمال العناصر .. أما لماذا فلأن هذه المباريات تدخل في محطة تسمى " الدريبي" ولقاء الساحل الشرقي مساء اليوم وتحديداً بإستاد الأمير محمد بن فهد بين الاتفاق والقادسية هو من ذلك النوع الذي لا يخضع لأية مقاييس مسبقة . القادسية يدخل اللقاء وهو متصدر المجموعة الأولى برصيد (3) نقاط في حين يدخل الاتفاق اللقاء وفي جعبته نقطة واحدة اثر تعادله مع الرياض خارج أرضه ويسعى لحصد نقاط المباراة حتى لا يتخلف عن ركب المقدمة كثيراً، في المقابل فان القادسية بدوره يسعى لمواصلة صدارته بفوز ليؤكد للجميع خطورته في هذه المسابقة . الفريقان يملكان مجموعة من الشباب تجيد تنفيذ التعليمات، وإذا كان مركز القوة في القادسية هو الشق الهجومي لوجود العديد من الاوراق لدى التونسي أحمد العجلاني لوجود (صالح القنبر وياسر القحطاني وهاني السالم، والودعاني) أي إن الخيارات الهجومية متوفرة في القادسية ، ولكن في الاتفاق يعتبر الهجوم هو الشق الأضعف، وقد كشفت مباراة الرياض الماضية مدى حاجة الاتفاق لهداف قناص يترجم مجهودات الفريق، بعد أن تفنن لاعبو الاتفاق في إضاعة الفرص السهلة. وحسب المؤشرات " التدريبية " التي سبقت المباراة، فان مشاركة اللاعبين قضية سالم الخليج ( القادسية ) وباشا العدالة ( الاتفاق ) فان مشاركتهما غير واردة بنسبة كبيرة لعدم اكتمال لياقتهما وانسجامهما مع فريقهما وان كان هناك احتمال لمشاركة السالم مع القادسية . طريقة مدرب القادسية العجلاني هو الميل للدفاع، بمعنى انه دائماً ما يلعب بمبدأ السلامة أولاً ، ومن ثم الهجوم على عكس الهولندي رايز برغن الذي وضح من طريقته في المباراة السابقة، انه يميل للشق الهجومي حتى وان كان على حساب الدفاع . يتوقع أن يكون الاندفاع من قبل الاتفاق في لقاء هذا المساء اكثر من القادسية لعدة أسباب أهمها أن التعادل أو الخسارة الاتفاقية قد تكون بداية لرحلة التنازل عن المنافسة..لاسيما بعد تعادله من الرياض، أما القادسية فإنه لن يغير من أسلوبه ونهجه الدفاعي مع الميل للهجوم في فترات أثناء المباراة،ولكن ليس على حساب الدفاع. من الممكن أن يزج العجلاني بالمهاجم صالح القنبر لأنه يجيد التعامل في مثل هذه المناسبات،وبالتأكيد سيكون إلى جانبه ياسر القحطاني المتحمس للرد على الاتفاقيين الذين رفضوا تسجيله مقابل (30) ألف ريال فقط قبل عدة مواسم ليتجه بعد ذلك للقادسية،وهذه المباراة يجدها القحطاني فرصة لرد اعتباره. الاتفاق يجيد الانتشار وبناء الهجمات، وأيضاً السيطرة الميدانية، ولكن "الفنش" للهجمة أي النهاية عادة ما تكون غير موفقة لعدم وجود الهداف، لذلك يتوقع أن يجري برغن تغيرات في خط المقدمة، فيدخل عناصر لم تشارك في مباراة الرياض الماضية. منطقة المناورة (وسط الميدان) هي التي ستقول الكلمة الفيصل في اللقاء، لأن هذه المنطقة ستشهد اللاعبين المميزين من الطرفين سعود كريدي، عبده حكمي( القادسية) وعبد العزيز الدوسري والمغنم في الاتفاق،وهذه المنطقة هي التي سيركز عليها برغن والعجلاني كونه محطة ازدواج لمساندة الدفاع والهجوم، ويمتاز القدساويون بالتسديد على مقربة خط ال 18 وكان هدفا الفريق في الهلال من ماركة "التسديد". المباراة لا تخضع فقط للجوانب الفنية، بل أيضاً الجوانب النفسية لها دور كبير، حيث يعتقد الاتفاقيون أن لقاءاتهم مع القادسية دائماً ما يكون الحصاد لهم، ويشعر القدساويون بذلك، لكنهم يؤكدون أن هذا الموسم مختلف عن المواسم السابقة. يبقى أن نشير إلى نقطة هامة وهي أن الأحداث التي سبقت هذه المباراة سلاح ذو حدين اما أن ترفع المباراة فنياً عطفاً على حماس اللاعبين والجماهير، وأما أن تكون سلبية نظير الشد العصبي الذي قد يكون في أجواء المباراة.