علاقة الانسان بالطبيعة وظواهرها علاقة وجودية انه جزء منها ولذلك فاحساسه بها احساس طبيعي ولقد كان احساس الانسان في اول تاريخه ملتبسا بالاشياء كان يشعر بالتدخل معها ويؤمن بان لكل شيء فيها روحا يمكن ان تكلمه وتؤثر فيه سلبا او ايجابا. من هذا الاحساس الاول تولد كثير من الاساطير والخرافات والمعتقدات الصائبة والضالة على حد سواء. احساسنا الان بالطبيعة وظواهرها يختلف اختلافا كليا عن احساس الانسان الاول ولكن بقيت فئة من البشر واحدة لا تزال تحمل ذات الاحساس الاول تجاه الطبيعة. هل عرفت هذه الفئة التي لا يزال احساسها بالطبيعة طفلا غارقا في الدهشة والغرابة والمفاجأة؟ لا شك في انك تعرفهم. انهم الشعراء والشاعر اذا كبر انفعل في داخله صغر الشعر بل مات فكل شاعر كبير هو طفل صغير ولهذا يكون احساسه بالطبيعة احساسا جديدا في كل لحظة. لكن ماعلاقة عنوان الحلقة (الريح) بهذا الكلام؟ هناك اشياء كثيرة في الطبيعة يشترك الشعراء وغيرهم في الهيام بها وايجاد الاساطير حولها ولكن هناك اشياء من الطبيعة اعتقد ان الشعراء وحدهم يفهمون لغتها وتفهم لغتهم من اهم هذه الاشياء (الريح). لن تجد عند غير الشعراء (ماعدا مراصد الاحوال الجوية) هذه الفئة التي كتب عليها ان تظل في سن المراهقة دائما وابدا اي التفات الى الريح ==1==حجبوها عن الرياح لاني==0== ==0==قلت ياريح بلغيها السلاما ويانسيم الصبا بلغ تحيتنا==0== ==0==من لو على البعد حي كان يحيينا==2== اما (صبا نجد) فقد سد اذنيه من كثرة الاصوات التي تناديه ليل نهار. ملاحظة: القرآن الكريم حين تأتي فيه صيغة المفرد (الريح) فمعناه البلاء والشدة (ريح صرصر عاتية) وحين تأتي صيغة الجمع (الرياح) فمعناه الخصب والخير (وارسلنا الرياح لواقح) وهذا الفرق لم اجده في اي ديوان شعري.