إلى مدير عام المرور بالمملكة ومدير عام هيئة المواصفات والمقاييس كم فقدنا من أبناء هذا الوطن صغاراً وكباراً وكم أصبح لدينا من معاق.. فلا توجد أسرة من الأسر في المملكة إلا وفقدت واحداً أو أكثر. الجميع يعلم ويدرك أنها هي السبب فنحن نقتل انفسنا بايدينا كل يوم بسبب سماح المسؤولين بها. كم بلغت الخسائر في الأرواح والممتلكات وكم بلغت تكاليف العلاج والتأهيل مع ان الجهات الرسمية المختلفة لا تألو جهداً في نشر الوعي والمتابعة وفرض المخالفات والغرامات ولكن كل هذا لا يكفي ولن يكفي وسوف تستمر هذه المأساة يوماً بعد يوم على مدار العام والاعوام القادمة ما لم تصدر التعليمات والقرارات لوقف هذا التجاوز. إن وسائل المواصلات نعمة يجب أن نحسن إستخدامها، لقد كانت السيارات في بداية عهدها لا تتجاوز سرعة 6080 كم في الساعة وكان الناس سعداء جداً بالاستتفادة منها في التنقل والسفر لاختصار المسافات والوقت ثم تطورت وبلغت سرعتها 100120 كم في الساعة وهكذا إلى ان بلغت سيارات اليوم سرعة 200 كم في الساعة أو أكثر مع أن بلادنا ومعظم دول العالم لا تقر سرعة أكثر من 120 كم في الساعة في الطريق السريعة ولكننا لا نتقيد بذلك بل نزيد عليها وصولاً إلى 140 و150 ومنا من يتجاوز ذلك إلى 170 أو أكثر غير مبالين بصدور المخالفات المرورية ضدنا والغرامات المالية المترتبة على ذلك والمخاطر المتزايدة بإزدياد السرعة كيف للمسئولين ان يسمحوا بالممنوعات ثم يعاقبوا مستخدميها أليس هذا مناقضاً للمبادىء. من المعروف أنك أذا أردت أن تمنع استخدام شيء ما فإن عليك عدم السماح بوصولة للمستخدم وهكذا نجد أن هيئة المواصفات والمقاييس وضعت شروطاً ومواصفات للعديد من المواد والأجهزة وغيرها التي لا ترقى في درجة خطورتها إلى الوفاة والاعاقة كما هو حال السيارات وأن إدارة المرور بالمملكة لم تعترض على هيئة المواصفات والمقاييس بسماحها دخول مركبات تتجاوز سرعتها السرعة القصوى المسموح بها في المملكة فإذا كان المرور في المملكة جاداً بالحفاظ على الأرواح والممتلكات والتقليل من الحوادث المرورية التي تحصد الناس على مدار الساعة عليه السعي من خلال هيئة المواصفات والمقاييس ربط السرعة التكترونياً أو ميكانيكياً في كافة السيارات في المملكة بسرعة اقصاها 120 كم بالساعة بإستثناء تلك المرتبطة بالجهات العسكرية والأمنية أو الاسعاف أو المطافي وما شابهها وبالتالي سنرى كيف تنخفض اعداد الحوادث والوفيات والاعاقات ويتعود الناس على الأنتقال والسفر بسرعة اقصاها 120 كم في الساعة كما لو كان هذا حدها الأقصى من مصنعها. @@ فيصل المنصور