أعلن مراد مرجان احد نواب رئيس حزب العدالة والتنمية الفائز في الانتخابات التشريعية التركية، أن الحكومة التركية المقبلة ستسعى لمواصلة، لا بل تطوير، العلاقات المرتبطة بالمصالح الاستراتيجية مع اسرائيل.ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله: سنستمر في السياسة الخارجية التركية، ونريد في هذا الاطار تطوير علاقاتنا مع دول المنطقة، ومن بينها اسرائيل. واكد مرجان انه لن يكون هناك سوى تعديلات طفيفة في اولويات الحكومة المقبلة في مجال السياسة الاجنبية. واضاف انه في غياب عوامل خارجية ذات وزن، لن يطرأ تغيير على توجه تركيا. من جهة أخرى تطرح في تركيا اليوم مسألة جوهرية، حول ما اذا كانت زوجة رئيس الوزراء المقبل ستضع الحجاب. وكتبت صحيفة (صباح) الشعبية ان سؤال اليوم هو من سيكون رئيس الوزراء المقبل. وسؤال اليوم الثاني هو: هل ستكون زوجته محجبة؟ ولم يحصل سوى مرة واحدة في تركيا الحديثة ان تجرأت زوجة مسؤول كبير على وضع الحجاب الذي تعتبره النخبة التركية السياسية المقربة من الغرب بمثابة نيل من القيم العلمانية. ولم يلق الامر استحسانا. وقام الجيش في نهاية المطاف بطرد زوجها، رئيس الوزراء السابق نجم الدين اربكان. وبالرغم من ان غالبية الشعب التركي الساحقة مسلمة، فان وضع الحجاب يعتبر في هذا البلد بمثابة اعلان دعم للعودة الى القيم الاسلامية التي يضيق بها العلمانيون ذرعا. والحجاب محظور في الجامعات والادارات العامة في تركيا التي كانت مركز الخلافة العثمانية لأكبر امبراطورية ساد نفوذها في العالم قاطبة طوال أكثر من أربعة عقود. غير ان السؤال يعود الى الواجهة اليوم بعد فوز حزب العدالة والتنمية المنبثق عن حزب اسلامي محظور في الانتخابات التشريعية الاخيرة: كيف يمكن لزوجة رئيس وزراء حضور حفل رسمي ان كانت محجبة؟. وبالرغم من ان الحزب يؤكد اليوم انتماءه الى اليمين الوسط والتزامه بقيم تركيا العلمانية، الا ان معظم قادته من المسلمين الملتزمين وزوجاتهم محجبات. وطرح السؤال امس الخميس خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر الرئاسة. ورفض الناطق باسم الرئيس احمد نجدت سيزر المكلف بتعيين رئيس الوزراء المقبل ان يوضح ما اذا كانت مسألة الحجاب ستكون من العناصر الحاسمة في اختيار رئيس الوزراء. ولا يمكن تعيين زعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب اردوجان رئيسا للوزراء بسبب صدور حكم سابق عليه بتهمة التحريض على الحقد الديني . ويتحتم على الحزب تقديم مرشح آخر. وتساءلت الصحافة التركية ما اذا كان عبد الله غول، الذراع اليمنى لاردوجان، سيستبعد هو ايضا من المنصب بسبب زوجته المحجبة. واوردت الصحف ان الحزب يبحث عن مرشح لمنصب رئيس الوزراء يكون مظهر زوجته اوروبيا . وللمساهمة في هذه المساعي، نشرت صحيفة ميلييت لائحة من المرشحين المحتملين، مرفقة بمعلومات حول ملبس زوجاتهم، مدعومة بصور. وقالت نوراي ميرت من صحيفة (راديكال) التقدمية ان هذا الجدل يقوم برمته على "مشكلة نفسية". وكتبت اخيرا ان معظم الذين يعارضون الحجاب لا يفعلون على اعتبار انه مضاد للعلمانية، بل لانه يسيء الى جهودنا من اجل الظهور في مظهر غربي. واضافت ان "تبديل السياسة بشأن الحجاب لن يشكل خطوة نحو الديموقراطية فحسب، بل علاجا لعقدة النقص المزمنة التي نعانيها حيال الغرب".