أخيرًا.. تنفست أم خالد الصعداء، بعد تفاعل رجل أعمال في المنطقة الشرقية، تبرع ب 100 ألف ريال، تمهد لإطلاق سراح ابنها، الذي قتل نفسًا أثناء ممارسته هواية التفحيط في فترة سابقة، وحكم عليه بالسجن، أو بدفع الكفالة الشرعية. وأرسل رجل الأعمال المبلغ، بشيك مصدق باسم المحكمة التي تنظر في قضية الابن. صورة ضوئية لمشكلة أم خالد نشرت في عدد سابق وعبرت الأم عن شكرها وتقديرها لفاعل الخير، واصفة إياه بأنه من الرجال الصالحين، داعية الله أن يجزيه خير الجزاء، نظير ما قدم لها ولابنها ولأسرتها، مؤكدة أن دعاءها طوال الأشهر الماضية، للمولى عز وجل، بإطلاق سراح ابنها، جاءت إيجابية، بعد تبرع رجل الأعمال بالمبلغ المطلوب. وكانت «اليوم» نشرت قصة أم خالد وابنها المحبوس على ذمة القضية، وشكت المرأة الفقر والمعاناة، وقالت: «لم يذق قلبي طعم الأمان، وإن غافلني النعاس، فجسدي في مكانه، إلا أن قلبي، قد تخطى أسوار السجون، باحثاً عن فلذة كبدي، الذي لم يزل يقبع بين القضبان، وكنت أنتظره ليكون عائلي، بعد فقدان الزوج». وقالت أم خالد في شكواها: «منذ أربع سنوات، حينما كان ابني في بداية فترة المراهقة، استقل سيارته، وفي لحظة طيش، مارس هواية التفحيط، مع عدد من زملائه، ولم يعلم أن القدر كان يخبئ له الحبس، والألم والحسرة لنا، إذ أنه أثناء ممارسة التفحيط، وفي غمضة، عين ارتطمت سيارته بسيارة شاب مفحط آخر، ما نجم عنه وفاة شاب كان واقفا لمشاهدة منافسات التفحيط، الأمر الذي قاد ابني إلى السجن». وتستطرد أم خالد شارحة معاناتها: «من وقت حبس ابني، لم أذق طعم النوم الهانئ، حيث كل يوم أحلم بأنه ذاهب إلى ساحة القصاص، عما أنهم طمأنوني أن الأمر ليس فيه قصاص، الأمر الذي يجعلني أستيقظ من نومي فزعة، وأبكي إلى شروق الشمس أتمنى سماع صوته ليطمئنني أنه مازال باقيا على قيد الحياة».وتشير أم خالد قائلة: «حكم القاضي علينا بالدية، وقدرها 100 ألف ريال، إلا أن الطرف الآخر لم يرض وطالب بالقصاص رغم علمه التام بأن الحادث عرضي، ولم يكن فيه سبق ترصد أو قضية جنائية واستمرت المفاوضات بيننا وبين أولياء الدم قرابة أربع سنوات، حكم بعدها القاضي بالدية بعد موافقة الطرفين ورضاهم التام عن الحكم، الصادر من المحكمة في تاريخ 10 /4/ 1432ه ويقضي بتسليم دية إلى أهل المتوفى»، مؤكدة «أنا مسنة ومريضة، وأنهكني الفقر، وأعيش على حسنات أهل الخير وأصحاب القلوب، ابني المحبوس، هو الأكبر، وليس لدي غيره، سوى طفل لم يتجاوز العاشرة من العمر»، مناشدة أصحاب القلوب الرحيمة ب»سداد الدية عني، فلو أنني أملك شيئاً، لما تأخرت عن فك أسر ابني، فالفقر عنوان بيتنا، لدرجة أنني لا أستطيع سداد الإيجار، ولا أملك لي ولبقية أفراد أسرتي من البنات ما يكفي لضروريات المعيشة، وأنتظر أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة، أن ينقذوا ابني من حد السيف، وأن يعيدوا لي فلذة كبدي، حيث لا يوجد لي أي عائل بعد الله سواه».