لاشك في ان احدى الوسائل لاحداث التنمية الاقتصادية والاسراع بمعدلات النمو الاقتصادي في كثير من الدول هي استيراد رؤوس الاموال الاجنبية واستثماره في هذه الدول كما ان هذا الاستيراد للأموال الاجنبية يحيط به عدد من المشاكل من بينها على سبيل المثال لا الحصر: ما مصادر رؤوس الاموال؟ ما الطريقة التي تستثمر بها هذه الأموال؟ العلاقة بين المستثمرين الاجانب والحكومات المضيفة ودلالات هذه العلاقة والعملية الفعلية المتعلقة بجذب الاستثمارات الاجنبية الى الدولة... الخ. فمن خلال الدراسة الاستطلاعية التي قام بها كاتب هذه السطور في كبرى الشركات والمؤسسات السعودية العاملة في المملكة العربية السعودية لدراسة كفاءة المنهج التسويقي في جذب وترويج الاستثمارات الاجنبية في المملكة. فقد تمت ملاحظة ان كثيرا من الشركات والمؤسسات لا تهتم بعدة عوامل تؤثر على ترويج الاستثمارات الاجنبية منها عدم ايجاد صورة حسنة وانطباع جيد للمملكة في ذهن المستثمر كذلك عدم التنسيق بين خطة التنمية الاقتصادية للمملكة وبين المشروعات الاستثمارية التي تجذب الاستثمار الاجنبي, عدم الاعلان عن المزايا التي تتفوق بها المملكة على دول اخرى تتنافس معها في جذب الاستثمارات، عدم الاهتمام بدراسة حجم سوق ومعدلات نموه... الخ. كذلك اهمال المزايا التي يمكن ان يحصل عليها المستثمر الاجنبي نتيجة قيامه بالاستثمار في المملكة مثل انخفاض تكاليف التشغيل، منح المستثمر الاعفاءات الجمركية المناسبة والاعفاءات الضريبية وتوفير الاراض والمرافق المناسبة وبأسعار رمزية واخيرا تخفيف حدة التعقيدات الادارية والروتين الحكومي امام المشروعات المقدمة من قبل المستثمر الاجنبي. من هنا يتضح لنا ان المشكلة الخاصة بجذب رؤوس الاموال الاجنبية هي مشكلة تسويقية. وحتى لا نخوض في تفاصيل الدراسة فسوف نتطرق الى اهم الاقتراحات التي ستسهم بمشيئة الله في جذب الكثير من الاستثمارات الاجنبية. ان على الهيئة العامة للاستثمار النظر الى عملية جذب رؤوس الاموال الاجنبية كمشكلة تسويقية بمعنى انها عملية بيع وشراء بين طرفين في عملية مبادلة وهو المفهوم الصحيح للتسويق وهو ان الطرفين هما الحكومة السعودية (البائع) والمستثمرون الاجانب (المشتري) وعن طريق هذه النظرة فان المسئولين عن جذب الاستثمارات الاجنبية سوف يكونون ملتزمين وبطريقة مسئولة بتحليل المنتج او السلعة التي يقومون بتقديمها او بيعها الى المستثمرين كفرصة استثمارية. وحتى يمكن تحقيق ذلك فلابد من تحسين الاتجاهات نحو التسويق وذلك من خلال عقد دورات تدريبية لنشر المفاهيم التسويقية الحديثة بين المسئولين عن الاستثمار انشاء معهد مركزي للتسويق مدعوم من الحكومة والصناعة معا ويضع خطة اقتصادية واضحة المعالم والبيانات تتحدد على ضوئها اولويات الاستثمار في المملكة مع اعداد دراسة جدوى اقتصادية دقيقة وتفصيلية عن كل مشروع واخيرا العمل الدائم على زيادة الاهتمام بالمزايا التي يحصل عليها المستثمر الاجنبي. د. محمد بن دليم القحطاني