المثقف في الاحساء يحس بشعور كثيف ببعده عن مراكز الاضاءة الاعلامية, وبكثير من الشعور بالحرمان من قرب وسائل الاعلام منه, فلا توجد مجلة واحدة منتظمة الصدور يمكن ان تمثل كل اوجه الثقافة في البلد, اوتتسع لكل الاقلام المتميزة, فضلا عن جريدة يومية تحمل هموم المواطن الخاصة, اذا استثنينا تواجد الاحساء المحدود في صحف المملكة عموما وتواجد له نوع من الخصوصية في جريدة اليوم لقربها من المحافظة, ولا توجد دار نشر واحدة ذات فاعلية نشطة لاخراج ما تراكم تحت غبار الاهمال او الاحباط, ولا توجد مؤسسة ثقافية واحدة ذات نشاط ملموس في خدمة ادب الفصحى خصوصا, ولايوجد حتى استديو للاذاعة او التلفاز, يمكن للمثقف ان يسهم من خلالهما في عملية التثقيف العام, ويعبر عن ارائه, ويجد نتاجه الخاص طريقه الى سمع المتلقي وعينه. ان على المثقف النشيط في هذه المحافظة المكتظة بالمثقفين والادباء, والتي تضم بين جنباتها عددا جيدا من المؤسسات ذات المستوى الجامعي, ان يبذل جهدا مضاعفا لكي يصل الى منافذ الثقافة, وعليه ان يكون رجلا متمرسا كي يستطيع ان يصل الى رئته الطبيعية, هنا وهناك. انني اتوجه اولا الى وزارة الاعلام ان تقوم بتطوير المركز الاعلامي في الاحساء, والذي يقوم بادارته شاب نشيط هو الاستاذ حضرم الدوسري, بحيث تضيف اليه قسمين صغيرين لاغير, احداهما يكون استديو للتسجيل الاذاعي لجميع اذاعات المملكة, والآخر استديو للتلفاز السعودي لجميع قنوات المملكة, جهاز تسجيل واحد, وكاميرا واحدة ليست كثيرة على محافظة غنية بالثقافة مثل الاحساء, على ان يكون كل ما يخص المونتاج في الدمام او الرياض, حتى لاتزداد التكاليف, المهم ان يقترب التسجيل من المشارك, علما بان ذلك استثمار حقيقي لطاقات ثرة تنتظر من يكشف عنها النقاب لتنساب انهارا من الالوان والظلال.. واما الجريدة.. والمجلة.. ودار النشر فهي مسؤولية رجال الاعمال في المحافظة, فان المال اذا لم يكن له دور في تنمية العلم والادب والثقافة بوجه عام فانه يكون مبتور الافق, يصفق بجناجين كسيرين, بينما اذا استعار اجنحة الثقافة فانه سيصل الى قمم الخلود, ويخطر في اجواء الحضارة والمدينة. انني ادعو رجال الاعمال في الاحساء الى شركة ذات بعد ثقافي تقوم بتلك المهام الثلاث, دون ان يكون في حسابها باذن الله, اذا احسن القائمون عليها ادارتها, وراعوا خصوصية البلاد, وعنوا باستقطاب الكفاءات ذات الخبرات ولو من خارج الاحساء. واما المؤسسة الثقافية.. وقد طال انتظار نادي الاحساء الادبي, فاني اقترح على نادي المنطقة الشرقية الادبي ان يفتتح له فرعا في الاحساء, ذا مقر خاص به, وان تكون له انشطة منبرية خاصة به, ومطبوعات, ويكون ذلك كله تحت اشراف من المركز الرئيس للنادي في الشرقية, على ان تقام بعض المناشط لمثقفي الاحساء في الدمام والعكس. انها مجرد اقتراحات.. فهل ستجد من يضعها موضع التفكير على الاقل؟