في السنوات الأخيرة أخذت "حفلات الزفاف" طابع "البذخ"؛ مما أوقع العديد من الشباب في "أزمات مالية معقدة"، لاسيما عند ترتيب الأولويات والضروريات، ليحتاروا بين ما هو مهم وما هو أهم، وبين الذي يجب أن يقام في الحين، والذي يحتمل التأجيل أو حتى الإلغاء، فالقدرة المادية لديهم محدودة أمام العديد من المتطلبات، وهو ما دعا بعض الخاطبين إلى الاقتراح على "شريكة العمر" بالمشاركة في ترتيب الأولويات، والاختيار ما بين احتفال ليلة الزفاف في أفخم الصالات، أو السفر إلى أجمل البلدان والدول، لاسيما وأن شرط السفر في شهر العسل أصبح من ضمن متطلبات فتيات اليوم. «الطفارى» ورطانين..واللي سوى نفسه «كاش»..و«حبيّب» و«راعي الأوله».. الوعد أقساط نهاية الشهر! "الرياض" ترصد وجهة نظر بعض الفتيات، مع معرفة آرائهن حول الاختيار بين حفل "ليلة العمر" أو "السفر لقضاء شهر العسل". من أجل سويعات في البداية قالت "إيمان الحويطي" -متزوجة منذ ثلاث سنوات-: لو رجع بي الزمن إلى الوراء وخيرت بين السفر وإقامة حفل الزفاف سأختار السفر عوضاً عن تلك الليلة التي أصبحت لا تقام إلاّ في أفخم القاعات والفنادق، مضيفةً أنها لم تكن تعرف مسبقاً بأن ميزانية زوجها محدودة وبالكاد تلبي مستلزمات الاحتفالية، والتي لم تخل من مبالغات ساهمنا أنا وشقيقات زوجي بتوفيرها رغبة منا بالتميز، مشيرةً إلى أنه بعد يومين من الزفاف سألت زوجي عن وجهة السفر ليرد قائلاً: "بعد كل هذا وتبين تسافرين"؟، مبينةً أن تكاليف ليلة الزفاف تجاوزت حاجز (100) ألف ريال، مؤكدةً على أن سعادة العروس في أول أيام زواجها، وليس بكل تلك التكاليف من أجل "سويعات" يكون المستفيد الأول والأخير فيها هم "المعازيم"، الذين لن يتوقفوا عن النقد والتعليقات مهما كان الحفل مثالياً، ذاكرةً أن ما أصاب علاقتهما من ملل وفتور في بداية حياتنا كان بمثابة الدرس القاسي لكل تلك المصاريف، حيث لم نتمكن من السفر بعد ذلك بسبب الضغوطات المالية والارتباطات العملية والعائلية. تفاصيل جميلة وتوافقها الرأي "هناء نايف" قائلةً: تجربة السفر بعد الزواج مباشرة لها مذاق خاص ربما لن يتكرر بكل تفاصيله الجميلة، مفضلةً السفر على إقامة حفل كبير في أفخم صالات الأفراح، خاصةً وأن مدة بقاء العروس وحضورها في مكان الحفل لا يتجاوز ساعة ثم تغادر، وكأن تلك الليلة بكل ما حملت من تكاليف باهظة للناس وليست لها، مؤكدةً على أن الزوجين هما أولى ب"سفرة العمر". وأوضحت "ناهد الحارثي" أنه يصعب علينا في مجتمعنا إلغاء حفلة الزواج الكبيرة والاكتفاء بإقامة حفل عائلي بسيط، مضيفةً أنه إذا اقتنع الطرفان بتلك الفكرة فسيواجهان كماً هائلاً من الانتقادات التي تدفعهما إلى التراجع والتماشي مع العرف السائد، كما حدث معها وزوجها، فقد كان قرارنا أن يقتصر حفل زفافنا على محيط العائلة، وأن نسافر بعدها إلى إحدى الدول الأوربية، ولكن المفأجاة كانت بردة فعل أُسرنا التي لم ترق لهما الفكرة؛ بحجة: "أنتم فرحتنا الأولى"، و"ماذا يقول الآخرون عنا"، مشيرةً إلى أنه لم يكن باليد حيلة سوى الاستسلام لرغبة الأهل، وكذلك التخلي عن ميزانية السفر ، ولكن الغريب أنهم أخذوا يسألون بعد الزواج: "ليش ما سافرتو"؟. تعليقات كثيرة وأيدت "حليمة عايد" تمسك الفتيات بفكرة السفر وعدم المبالغة في إقامة حفل زفاف كبير، حتى وإن لم يكن هناك ضغوط مالية على الزوج، مضيفةً أن شقيقتها اتفقت مع عريسها على تحويل قيمة مصاريف الزواج إلى ميزانية تأثيث المنزل والسفر، مع إقامة حفل عائلي بسيط، لافتةً إلى أنه وقعت شقيقتها فريسة لتعليقات ونظرات الأُخريات، فأحدهن تقول: "زوجها بخيل"، وأخرى تقول: "شخصيتها ضعيفة، وما عرفت تأخذ حقها"، وغيرها من ردود الأفعال التي لم تحرك ساكنا لديها، وكأن الناس اليوم لا تفرح للعرسان إذا لم يتم دعوتهما إلى حفل زفاف كبير، موضحةً أن البعض يتعاملن مع المتغيرات بكل واقعية وعقلانية، فلا يهم إحداهن السباق على من يكون حفل زواجها أفضل وأكثر فخامة، بقدر ما يهما أن لا تثقل كاهل الزوج بسيل كبير من المصروفات، التي ربما تكون الديون والقروض مصدرها. وقالت "أم زهرة": إذا خُيرت بين ميزانية الحفل وميزانية السفر أيهما أكبر، سأختار بكل اقتناع ميزانية السفر، بل وسأكتفي بحفل عائلي بسيط، لاسيما أن حفل الزفاف اليوم يأخذ من الشريكين الكثير من الجهد والمال والوقت، فضلاً عن المعاناة النفسية التي يجدانها أثناء التنسيق بين المستلزمات والترتيبات، ويبقى مثل هذا الرأي مرهوناً بمدى اقتناع الشريكين وإصرارهما عليه. من أهم حقوقي في حين رفضت "العروس "شهد" -طالبة جامعية- أن تتنازل عن أي منهما واشترطت على "العريس" الاستعداد لهما حتى لو كان ذلك عن طريق "الديون"، مضيفةً: "ليلة الزفاف حلم من الصعب التخلي عنه، بل ومن أهم حقوقي على الزوج أن يقيم لي حفلا لا يقل عن احتفال الأُخريات، وبحكم أني الابنة الوحيدة، من حق أسرتي أيضاً أن تعيش هذه الفرحة الكبيرة معي، وأن يستقبلوا كل المهنئات من قريبات وصديقات"، متسائلةً: "طالما أن هذه الليلة تأتي مرة واحدة في العمر، لماذا لا نجملها ونجعلها أكثر إبهاراً وتميزاً"؟، مؤكدةً على أن أهمية السفر في شهر العسل لا تقل عن أهمية حفل الزفاف بالنسبة لها، لما تحظى به تلك الرحلة من ذكريات لا تنسى ولحظات رومانسية تزيد من ارتباطهما عاطفياً. وتحدثت "أمل الأحمدي" عن تجربتها قائلةً: كان حفل زفافي قبل خمسة أشهر، وبالرغم من قدرة زوجي المادية على إقامة حفل زفاف متكامل، إلاّ أنني فضلت أن أتنازل عن حفلة الزواج مقابل السفر إلى الخارج، مضيفةً أن زفافها كان عبارة عن حفل عشاء بسيط للأهل في منزل والدها، وبحضور جميع أفراد عائلتها وصديقاتها، وفي اليوم الثاني سافرت مع زوجها في جولة على بعض البلدان المعروفة بجمال الطقس.