أكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أمس أنه لن يشارك في مؤتمر سلام مرتقب في جنيف إلا بعد مبادرات من نظام دمشق وحليفته روسيا. وقال المتحدث باسم الائتلاف خالد الصالح في تصريح للصحفيين في ختام اليوم الأول من اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الذي يستمر يومين في اسطنبول: «لطالما قلنا إننا نؤيد بالكامل (عملية) جنيف لكننا نخشى إن ذهبنا ألا يكون نظام الأسد جديًا في تطبيقه», محذراً من أن النظام سيحاول كسب الوقت لقتل المزيد من المدنيين. وأضاف: «نرغب في الذهاب إلى جنيف لكن على الجميع التحلي بالجدية، وليس نظام الأسد فحسب بل كذلك حليفته روسيا. نريد أن يمارس الروس ضغوطًا قوية» على دمشق مذكراً أنهم تمكنوا من ذلك لفرض تفكيك أسلحة سوريا الكيميائية. وردا على سؤال عن موعد إعلان المعارضة قرارها بشأن المشاركة في المؤتمر أجاب المتحدث: إن المعارضة السورية «لم تتلق بعد دعوة من الأممالمتحدة». وجدد الصالح نفيه القاطع لفكرة إمكانية لعب الرئيس السوري دوراً في أي حل تفاوضي للنزاع, وقال: «بات جليًا للجميع أن الأسد لا يمكنه ممارسة أي دور في حال طبق جنيف 2 فعلاً، سواء في مرحلة انتقالية أم لاحقا». من جهة اخرى تمكنت المعارضة السورية المسلحة من استعادة السيطرة على "اللواء 80" المهم بالقرب من مطار حلب الدولي وكبدت قوات النظام السوري خسائر كبيرة بالأرواح والآليات والدبابات. وذكر مدير المرصد السوري ان "اشتباكات عنيفة جرت بين القوات النظامية مدعمة بضباط من حزب الله اللبناني وبين مقاتلي المعارضة وجهاديين ينتمون للدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة". واضاف ان "مقاتلي المعارضة والجهاديين تمكنوا، اثر هذه الاشتباكات، من اعادة السيطرة بشكل شبه كامل على اللواء 80 المجاور لمطار حلب الدولي والتي كانت قوات النظام قد استولت في وقت سابق على اجزاء منه". واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن الى ان هذه الاشتباكات اسفرت عن مقتل 53 شخصا بينهم 22 مقاتلا و11 جهاديا و20 عنصرا من قوات النظام، ولم تتوفر لدى المرصد اي حصيلة عن قتلى حزب الله الشيعي اللبناني، حليف النظام السوري. ولفت عبد الرحمن الى ان مقاتلي المعارضة انتهزوا فرصة حلول الظلام للقيام بهجوم على دبابات الجيش النظامي عبر قصفها بنحو عشرين صاروخا من طراز "غراد" كانت بحوزتهم. وكان مقاتلو المعارضة قد اطلقوا في فبراير "معركة المطارات" في محافظة حلب، وهاجموا عددا من القواعد الجوية والمطارات، وتمكنوا من السيطرة على اللواء 80 المكلف بحماية مطار حلب الدولي وقاعدة النيرب الجوية الواقعة شرق حلب. ولفت مدير المرصد الى ان النظام يحاول اعادة فتح مطار حلب الدولي، المتوقف عن الخدمة منذ الاول من يناير بسبب تعرض محيطه لعدة هجمات من قبل مقاتلي المعارضة، واستعادته لهذا اللواء تعتبر رئيسية للتوصل الى هذه الغاية. كما شهدت عدة مناطق بريف حلب اشتباكات كان أبرزها ما تم في تلعرن حيث تمركز الاشتباكات حول المشفى الواقع بالجهة الجنوبيةالشرقية من البلدة، ولم تتمكن قوات الأسد من التقدم. طبول الحرب وفي دمشق، قصفت قوات النظام حي الحجر الأسود جنوب العاصمة كما طال القصف المدفعي والصاروخي مدينة يبرود بريف دمشق. وكانت قوات النظام سيطرت الخميس الماضي وبدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني على بلدة السبينة جنوبدمشق والتي تعتبر خط إمداد رئيسي لمقاتلي قوات المعارضة المتحصنين بالمناطق الممتدة جنوب العاصمة، والتي يسعى النظام لاستعادتها منذ أشهر. وقال ناشطون إن النظام يعد لمعركة بهدف السيطرة على جبال القلمون بين حمص وريف دمشق, ويحشد قواته على الجبل الشرقي حيث نشر أكثر من ثلاثين نقطة عسكرية على الطريق الدولي الرابط بين دمشق والعاصمة اللبنانية بيروت. وذكر المرصد أن قوات النظام عززت مواقعها واستقدمت تعزيزات عسكرية كما استخدمت الطيران الحربي لقصف مواقع المعارضة التي حشدت بدورها عددا من المقاتلين الإضافيين. وفي إدلب أفاد ناشطون أن بلدة معرة مصرين شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر الذي صد هجوما وقوات النظام التي حاولت السيطرة على البلدة. كما اقتحمت قوات النظام قرى سهل الروج في إدلب بعد قصفها بالمدفعية، وقامت باختطاف عدد من الفلاحين الذين كانوا يعملون في أراضيهم الزراعية. في وقت آخر وجهت تنسيقيات المحافظة نداء استغاثة لمساعدة آلاف النازحين إلى بلدة القريتين جنوب حمص. جاء هذا بينما حذر ناشطون من وضع كارثي داخل أحياء حمص المحاصرة منذ عام ونصف العام، بسبب تدني مستوى الخدمات الصحية وانعدام الاحتياجات الأساسية. جنيف2 سياسيا, أكد الائتلاف الوطني السوري المعارض أمس السبت، أنه ينتظر دعوة رسمية من الأممالمتحدة لحضور مؤتمر "جنيف2"، مشدداً على أن "الأممالمتحدة هي الراعي الوحيد" لهذا المؤتمر. وقال المتحدث باسم الائتلاف خالد الصالح في مؤتمر صحافي من مدينة اسطنبول بتركيا حيث تعقد المعارضة السورية اجتماعاتها لتحديد موقفها من مؤتمر "جنيف2": "نحن مستعدون للخوض في أي عملية سياسية تحقق مطالب الشعب السوري". كما كشف المتحدث عن انتهاء رئيس الحكومة السورية الانتقالية أحمد طعمة من عملية اختيار أعضاء هذه الحكومة، مضيفاً ان العمل يتم حالياً على تحديد ميزانية الحكومة الانتقالية. وكانت المعارضة السورية قد بدأت السبت، اجتماعا في اسطنبول للتوصل إلى موقف مشترك من مشاركتها في مؤتمر "جنيف2" بحضور النظام السوري، تحت ضغط الأسرة الدولية. وقال الائتلاف الوطني السوري إن اجتماع أهم مكونات المعارضة السورية سيستمر "حتى مساء الأحد على الأقل".