استمر النظام السوري في تقدمه على الأرض وسيطرته على مواقع جديدة كانت تتحصن بها قوات المعارضة، مدعومًا بعناصر من حزب الله اللبناني ومليشيات إيرانية وعراقية. ومع ان النظام قصف مدنه بالطائرات وتسبب بمقتل ما يزيد على 120 ألف سوري وعلى الرغم من تشريد الملايين، إلا أن المجتمع الدولي لم يحرك ساكنًا أمام اعماله الاجرامية ومذابحه اليومية، بل انشغل بعقد مؤتمرات للسلام (جنيف1-2). وأكدت الهيئة العامة للثورة السورية ارتكاب قوات الأسد مجزرة بقرية رسم الأحمر في ريف حماة وسط سوريا راح ضحيتها خمسة أطفال من عائلة واحدة والعديد من الجرحى جراء القصف الذي استهدف منزلهم. وقالت الهيئة في بيان إن 30 عنصرًا من قوات الأسد وحزب الله اللبناني قتلوا أثناء محاولتهم التسلل إلى منطقة التل في قرية تل عرن قرب السفيرة في ريف حلب شمال سوريا تزامنًا مع تجدد القصف على القرية من قوات الأسد. وأمس الجمعة سيطرت قوات النظام السوري على «اجزاء واسعة» من «اللواء 80» المكلف امن مطار حلب الدولي، الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة في فبراير الماضي حسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد المرصد ان «اشتباكات عنيفة دارت منذ الساعة الرابعة فجرًا بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وضباط من حزب الله اللبناني من طرف ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة والدولة الاسلامية في العراق والشام (المرتبطة بالقاعدة) من طرف آخر في اللواء 80 المجاور لمطار حلب الدولي». وتحدث المرصد عن «تقدم قوات النظام داخل اللواء وسيطرتها على اجزاء واسعة منه وسط استقدام الكتائب المقاتلة والدولة الاسلامية تعزيزات الى المنطقة». وافاد المرصد ان الطيران الحربي «قصف مناطق تمركز الكتائب المقاتلة والدولة الاسلامية في محيط مطار حلب الدولي واللواء 80»، في حين استمرت الاشتباكات في القاعدة العسكرية. واشار المرصد الى سقوط «ما لا يقل عن 15 مقاتلًا من الكتائب المقاتلة»، اضافة الى «قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام» لم يحدد عددهم. وكان مسلحو المعارضة شنوا «معركة المطارات» في منطقة حلب في فبراير الماضي وهاجموا قواعد جوية ومطارات. وقد تمكنوا من السيطرة على «اللواء 80» المكلف حماية مطار حلب الدولي، اضافة الى مطاب النيرب العسكري. ويفرض المقاتلون حصارًا على مطار حلب الدولي ومطار كويرس العسكري اللذين لا يزال تحت سيطرة النظام. مستودعات الاسلحة وفي محافظة حمص، افاد المرصد عن «اشتباكات عنيفة» في منطقة مستودعات الاسلحة في بلدة مهين، والتي يحاول مقاتلو المعارضة السيطرة عليها منذ نحو اسبوعين. وقال المرصد ان النظام استقدم تعزيزات واستخدم الطيران الحربي في القصف، بينما حشد المقاتلون وبينهم جهاديون، عناصر اضافية للسيطرة على المستودعات التي تعد من الاكبر في سوريا. وكان المرصد افاد الاربعاء ان المقاتلين سيطروا على اجزاء من المستودعات الضخمة وغنموا اسلحة وذخائر. الا ان مصدرًا أمنيًا سوريًا نفى هذا الامر، مشيرًا الى تواصل المعارك. قصف في دمشق، تعرضت الاحياء الجنوبية ومنها العسالي والحجر الاسود ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، للقصف بعد منتصف ليل الخميس الجمعة. يأتي ذلك بعد ساعات من سيطرة النظام مدعومًا بعناصر من حزب الله اللبناني على بلدة السبينة جنوبدمشق، والتي كانت تشكل خط امداد أساسي لمقاتلي المعارضة المتحصنين في جنوب العاصمة. وتشهد الاحياء الجنوبيةلدمشق معارك منذ اشهر، في محاولة من قوات النظام لاستعادة السيطرة عليها. وفي حماة، سقط أربعة قتلى وعدد من الجرحى، في قصف بقذائف الهاون والدبابات من حاجز العزيزية، استهدف مسجد قرية جسر بيت الراس. وأفاد ناشطون ان قصفًا بقذائف المدفعية والهاون، استهدف قرية الحويجة وقريتي عيدون والتلول الحمر، بالتزامن مع سيطرة الجيش الحر على حاجز الأعلاف بين مدينة صوران وقرية كوكب. وسيطر الحر على الحاجز، بعد قتل معظم عناصر قوات النظام، فيما فر من تبقى منهم، كما استولوا على دبابة من طراز «T72» وأسلحة فردية وكمية من الذخيرة، ودمروا دبابة. الكيماوي من جهة أخرى، جاء في مسودة وثيقة ان الولاياتالمتحدة وروسيا تريدان ان تشحن سوريا مخزونها من المواد الكيماوية الفتاكة الى خارج البلاد بحلول نهاية العام الحالي لكنهما توقعتا تعذر الوفاء بالموعد المستهدف لتدميرها نهائيًا في منتصف عام 2014. وتدعو الوثيقة الى اخراج معظم المواد الكيماوية من البلاد في اقل من ثمانية اسابيع حتى 31 ديسمبر على ان تدمر منشآت الاسلحة الكيماوية الباقية مع بداية شهر مارس. اما التدمير النهائي لكل المواد السامة كما ورد في المسودة فيتم بحلول نهاية العام المقبل. وهذا الموعد متأخر ستة اشهر عن التاريخ الاصلي الذي كان محددًا لتستكمل سوريا «ازالة» كل مواد الاسلحة الكيماوية. لكن اذا لم تعد هذه المواد داخل سوريا فمن غير المرجح ان تعترض الحكومات.