ربط «الائتلاف الوطني السوري» المعارض مشاركته بمؤتمر «جنيف 2» بمبادرات «جدية» من نظام الرئيس بشار الأسد وروسيا، في وقت يتعرض التكتل المعارض إلى ضغوط من حلفائه الغربيين للمشاركة في المؤتمر الدولي. وكانت الهيئة العامة ل «الائتلاف» بدأت امس اجتماعها بإقرار جدول الأعمال، الذي شمل مناقشة تشكيلة الحكومة الموقتة التي قدمها رئيس الحكومة أحمد طعمة وضمت مرشحين ل 12 حقيبة ذهبت فيها حقيبتا الدفاع والداخلية إلى شخصيتين مدنيتين، حيث جرت امس مناقشات ساخنة بين الكتل السياسية ازاء توزيع الحقائب، على ان تستكمل المناقشات اليوم. كما ضم جدول الأعمال إدخال أعضاء من «المجلس الوطني الكردي» إلى «الائتلاف» ومناقشة الموقف من «جنيف 2» في ضوء مسودة قرار أعدتها الهيئة السياسية. وعلم أن السفير الأميركي لدى سورية روبرت فورد ومبعوثين غربيين عقدوا لقاءات مع قادة المعارضة لإقناعها باتخاذ موقف إيجابي من المؤتمر الدولي. ويبدو أن مشاركة قياديين من الصف الأول من خصوم النظام السوري غير مرجحة، باستثناء بعض أعضاء «الائتلاف» المستعدين تحت ضغط «أصدقائهم» الغربيين، لحضور المؤتمر. وفي هذه الظروف، يبدو اجتماع إسطنبول صعباً. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية ليفينت غومروكجو، إن المعارضة «مترددة بوجه حق» في شأن صيغة «جنيف 2» ومستقبل الأسد، مؤكداً بذلك جهود الغربيين لإقناع المعارضة بحضور المؤتمر الدولي. وكانت 11 دولة غربية وعربية من «أصدقاء سورية» أعلنت بالإجماع في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أنها تؤيد ألاّ يكون للأسد «أي دور في الحكومة المستقبلية». إلا أنها لم تتمكن من تهدئة مخاوف خصومها. وقال أحد أعضاء «الائتلاف» سمير نشار «نتجه إلى عدم المشاركة في المؤتمر». وأضاف: «هل سيتغير هذا الموقف؟ لا أعرف لكنني أستطيع القول إن نشاطاً سياسياً مكثفاً يجري». لكن رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا أكد أن تكتل المعارضة لن يذهب إلى جنيف «إلاّ موحداً». وقال ديبلوماسي غربي «يجب أن نتوقع مناقشات صعبة ومتوترة، لكن ليس قرارات نهائية»، بينما يرى مراقبون أن المعارضة يمكن أن ترجئ قرارها إلى وقت لاحق. وكرر «الائتلاف» أنه لن يشارك في المؤتمر الدولي إلا بعد مبادرات من نظام دمشقوروسيا. وقال الناطق باسم «الائتلاف» خالد الصالح في إسطنبول امس «لطالما قلنا إننا نؤيد بالكامل (عملية) جنيف لكننا نخشى إن ذهبنا ألا يكون نظام الأسد جدياً في تطبيقه». وأضاف «نرغب في الذهاب إلى جنيف لكن على الجميع التحلي بالجدية، وليس نظام الأسد فحسب بل كذلك روسيا. نريد أن يمارس الروس ضغوطاً قوية» على دمشق. وقال: «لم تتلق بعد دعوة من الأممالمتحدة». ميدانياً، استعاد مقاتلو المعارضة السيطرة في شكل شبه كامل السيطرة على قاعدة عسكرية في شمال سورية من قوات الأسد وموالين بعد قتال دام يومين قُتل فيه ما لا يقل عن 60 شخصاً بينهم ضابط رفيع المستوى من الجيش النظامي. ويسلط القتال العنيف الضوء على الأهمية الاستراتيجية لقاعدة اللواء 80 التي تبعد بضع مئات من الأمتار عن مطار حلب على المداخل الشرقية للمدينة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة سيطرا بشكل كامل على اللواء 80 عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية مدعمة بضباط من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني». وقصفت القوات النظامية والطيران الحربي مناطق في حي القابون شمال دمشق وحي جوبر شرقاً وسط مواجهات بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة، بحسب «المرصد»، الذي تحدث أيضاً عن اشتباكات في حجيرة البلد جنوب العاصمة وسط قصف عنيف من القوات النظامية على مناطق في البلدة التي تقع قرب بلدة السبينة، إحدى المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام قبل أيام. وقال «المرصد» إن الطيران الحربي قصف مناطق في حي جوبر ومنطقة الحجر الأسود.