تتفاوت طرق إخبار الرجال لزوجاتهم عن نيتهم الزواج عليهن،فبعضهم قد يخفيه،ويظهره لها بعد فترة من الزمن بأسلوب يجعل امرأته تتقبل الواقع الذي أصبحت عليه،أما البعض الآخر فلا يدخل على زوجته الثانية،إلا ولدى"أم العيال"العلم بذلك،لكن السؤال:كيف يستطيع الزوج أن يخبر امرأته عن زواجه عليها؟وما الأسلوب المناسب لإقناعها؟وإن لم تقتنع؛فهل سيتعاطف معها إن هي رفضت!!أم يتركها مع بكائها،وهل لابد أن تعرف الزوجة زواج زوجها عليها قبل زواجه؟أم أن الأمر فيه سعة. النساء بشكل عام يرين أن من حقهن أن يخبرهن أزواجهن عندما يرغبوا الزواج عليهن،حتى يتفادينه،وإن لم يستطعن إلغاءه فكي لا يتفاجأن بالصدمة،أما أسلوب إقناعهن فرأى أغلبهن أن أزواجهن يفشلون فيه،إما لرفضهن القاطع لفكرة أزواجهن الزواج عليهن،أو عدم إجادة الزوج فنَّ الإقناع. قصص كثيرة يرويها لنا الأزواج عن الموقف الذي مروا به مع زوجاتهم عندما أرادوا إخبارهن أمر الزواج عليهن،فبعضهم تفنن في إقناع امرأته فأقنع،وبعضهم أخبرها فوقع في أمر لم يحسب حسابه.. يقول أبو عبدالرحمن:خطبت الزوجة الثانية بتخفٍ شديد،وبعد أن دفعت الصداق،أيقنت حينها أن الأمر أصبح جديا،وأن علي أن أخبر أهلي،ذهبت لامرأتي التي ما إن أخبرتها بالأمر حتى وقعت مغشيا عليها،وبعد تعب رأيته فيها من البكاء مدة أسبوع،وإصرارها إنهاء حياتنا الزوجية؛طلقت امرأتي الجديدة قبل أن أدخل عليها بلا ذنب اقترفته،وإنما تعاطفا مني مع (أم العيال). ويقول أبو فهد:في ليلة زواجي الثاني اكتشفتُ أن امرأتي الأولى قد علمت بالأمر،وبعد تساؤلها عن سبب لبسي الثوب الجديد،أخبرتها:أن هذه الليلة ليلة زواجي،فبدأت بالبكاء،فاقترحت عليها باعتبار أن الأمر منته وأن عليها تقبَّله،أن لا تبكي في هذا الوقت لوحدها،وإنما تجمع جاراتها معها في الغد،ليبكوا معها إن كان بكاؤهم سيغير في الأمر شيئا. ويقول أبو عبدالله:قلت لامرأتي:عن نيتي الزواج عليها،فتفاجأت بردِّها الذي أكد لي قمة تعقلها،حيث أخبرتني أن لا مانع لديها،لأن هذا شرع الله،آخذة بقول الله سبحانه وتعالى:( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع)،لكنها اشترطت أن يكون العدل بيننا نبراسا يقوم عليه بعد أن يتزوج،لأن الله تعالى قد أكمل الآية السابقة بقوله:(فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة). ويقول عبدالله المطيري:ترددت في إخبار زوجتي،وتخوفا مني أن يأتيها ما يسوؤها،جعلت والدتي تمهِّد لها الأمر،فجاءت الصدمة أكثر تأثيرا من أن لو أخبرتها بنفسي،لأنها علقت حينها أنني لا أهتم بإحساسها،وجعلَت ما قمت به دليلا على عدم احترامي لذاتها،فطالبت بالطلاق إلى أن حصلت عليه،بعد عشرة استمرت عقدين من الزمن. من هذه القصص وغيرها يلزم على الأزواج عندما يعقدوا العزم على الزواج الثاني أن يحسبوا لهذا الموقف حسابه،وأن يدركوا أن حزن المرأة نابع من كونها كائن شديد الغيرة،فوجود شريكة معها في زوجها أمر يصعب تقبله إلا ما ندر منهن،فقد قيل قديما:(تقبل المرأة الشراكة في عقلها،لا في زوجها).