يتوقع بين لحظة وأخرى أن يطرح مشروع القرار حول العراق الذي ستقدمه الولاياتالمتحدة امام مجلس الامن الدولي بعد الاعلان عن تليين في الموقف الامريكي والذي استقبلته الجامعة العربية بحذر. وقال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى لنتمكن من القول: ان هناك تطورا باتجاه تليين الموقف الامريكي علينا انتظار طرح نص مشروع القرار. واضاف: منذ البداية اعتبرت الجامعة العربية انه لا حاجة لقرار جديد (حول نظام التفتيش لنزع اسلحة العراق) لكن بما ان النقاش جار دعمنا المشروع الفرنسي اي اجراء من مرحلتين. وعلى حد قوله فان المجموعة العربية في الاممالمتحدة التي تمثلها في مجلس الامن سوريا بوصفها دولة غير دائمة العضوية تقوم حاليا بتنسيق مواقفها مع موقف فرنسا. وكانت الخارجية الامريكية قد ذكرت انها لا تعارض اجراء من مرحلتين: قرار يعزز شروط نزع الاسلحة العراقية وآخر في حال حصول عرقلة درس احتمال لجوء مجلس الامن الى القوة. الا انها اكدت ان واشنطن قد تشن هجوما على العراق بمفردها في حال حصول عرقلة في الاممالمتحدة. وبحث وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف ونظيره الامريكي كولن باول في اتصال هاتفي في مشروع القرار. وبحسب بيان وزاري اكد ايفانوف لنظيره الامريكي موقف روسيا المبدئي لصالح تسوية سياسية دبلوماسية للمسألة العراقية. وافاد دبلوماسيون انه يبقى اعتماد هذه التسوية رسميا في قرار جديد وان عدة نقاط يمكنها طرح مشكلة. وفي وقت سابق اعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك في بيروت ان تقدما في الاتجاه الصحيح حقق للتوصل الى قرار بالاجماع في مجلس الامن الدولي. واكد مساعد وزير الخارجية الامريكي لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز في ختام لقائه مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة على ان قرارا جديدا في الاممالمتحدة يجب ان يضمن احتراما تاما من العراق لالتزاماته نحو نزع الاسلحة. وقال ان القرار الجديد الذي نعمل عليه في نيويورك يجب ان يقول بوضوح ان الاسرة الدولية لن تقبل باقل من احترام تام من العراق لالتزاماته لجهة نزع الاسلحة. وصرح للصحفيين: كما قال الرئيس بوش فان الحرب ليست وشيكة ولا حتمية، ينبغي اعتبارها بمثابة الملاذ الاخير، لكن الاساسي هو ان نلاحظ احترام العراق التام لالتزاماته. واعتبر مسؤول في المعارضة العراقية اليوم الاحد ان وصاية اميركية على العراق في حال اطاحة نظام صدام حسين امر غير مقبول. وفي بيروت كشفت مسودة البيان الختامي لقمة زعماء منظمة الفرنكفونية المجتمعين في بيروت انهم سيؤكدون على الدور الرئيسي للامم المتحدة في التعامل مع العراق في ختام قمتهم.وقالت مسودة البيان الختامي باللغة الفرنسية ندافع عن السلطة العليا للقانون الدولي والدور الاساسي للامم المتحدة واضافت: ندعو الى المسؤولية الجماعية لحل هذه الازمة الدولية وندعو العراق الى الاحترام التام لتعهداته. نلاحظ بارتياح ان العراق قبل رسميا الاستئناف غير المشروط لعمليات التفتيش من جانب الاممالمتحدة. وفي بغداد اعلن مجلس قيادة الثورة في العراق أمس ان الرئيس العراقي صدام حسين اصدر عفوا شاملا وكاملا ونهائيا عن جميع المساجين والموقوفين العراقيين بمن فيهم السجناء السياسيين. وقال بيان مجلس قيادة الثورة الذي قرأه في التلفزيون وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف: ان رئيس مجلس قيادة الثورة صدام حسين اصدر عفوا كاملا وشاملا ونهائيا ومن اي تبعات قانونية ومادية واجتماعية ومالية على المحكومين والموقوفين والهاربين من الخدمة العسكرية ولاسباب سياسية او لاي اسباب اخرى ومن اي نوع او درجة من الحكم سواء كانوا داخل البلاد او خارجها. واشار البيان الى انه لن يحتفظ في السجن الا بالمحكوم عليهم او الموقوفين في جرائم قتل او الذين عليهم دين وذلك في انتظار عفو المجني عليهم في الحالة الاولى والاتفاق مع الدائنين على الدفع دفعة واحدة او على اقساط في الحالة الثانية. ودعا المجني عليهم والدائنين الى التنازل والعفو عن هؤلاء. ويأتي قرار العفو هذا بعد خمسة ايام من الاستفتاء الذي فاز فيه الرئيس العراقي بنسبة مئة بالمئة من اصوات الناخبين للتجديد له لفترة رئاسية جديدة من سبع سنوات. وعرض تلفزيون العراق أمس لقطات لاطلاق سراح عشرات المساجين بناء على العفو الصادر أمس عن رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي صدام حسين.