البرقيتان اللتان بعث بهما فخامة الرئيس الأمريكي لقائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه تدلان بوضوح على عمق الروابط التي تجمع بين الرياض وواشنطن، وتلك روابط تاريخية لم تخدشها أحداث سبتمبر الارهابية الأليمة رغم ضلوع من غرر بهم من ابناء المملكة فيها، فالقيادة الأمريكية تعلم قبل غيرها رغم جراحها الغائرة التي لم تندمل بعد ان ظاهرة الارهاب لا وطن لها ولا جنسية ولا دين، واذا كانت الولاياتالمتحدة قد ذاقت الأمرين من تلك الأحداث البشعة، فان المملكة تعرضت قبلها للاخطبوط الارهابي في ثلاث مدن رئيسية كبرى من مدنها، وقعت أحداث واحدة منها في اشرف بقاع الأرض على الاطلاق،ومنذ ذلك الحين والمملكة تلوح بأهمية ان يعي العالم بأسره اخطار ذلك الاخطبوط الرهيب، ونادت ومازالت تنادي بأهمية ان تتحالف دول العالم كلها لوضع الاستراتيجية المناسبة لمكافحة ظاهرة الارهاب، فالولاياتالمتحدة من خلال فحوى البرقيتين مدار البحث تدرك تماما مساهمة المملكة الايجابية في تجفيف منابع الارهاب في شتى بقاع العالم، وتدرك مدى أهمية اضطلاعها بدور رئيسي وفاعل مع المجتمع الدولي لمكافحة تلك الآفة واحتوائها، فتلك الأحداث الارهابية البشعة التي حدثت في الولاياتالمتحدة وقبلها في المملكة انما تمثل في جوهرها تحديات لن تزيد العلاقات السعودية/الأمريكية الا صلابة وقوة ومتانة، والأراجيف التي تعرضت لها المملكة من بعض الأوساط الاعلامية الأمريكية مستغلة أحداث سبتمبر لاثارة وقيعة بين الرياض وواشنطن لم تفلح في تحقيق اغراضها، فما يربط البلدين الصديقين من علاقات هو أكبر من تلك الأراجيف المضللة، وقد أعلن الرئيس الأمريكي في حينها انها لاتمثل الا وجهة نظر اصحابها، ولا تمثل وجهة نظر الحكومة الأمريكية، كما ان تلك الوسائل الاعلامية باستغلالها ماحدث لم تستطع ايضا النيل من العقيدة الاسلامية او النيل من المسلمين، فجنوح بعض ضعاف القلوب وانخراطهم في تلك العمليات الاجرامية والتغرير بهم وان كانوا ينتمون لعقيدة الاسلام الا أن ماحدث لم ينل من جوهر العقيدة ولم ينل من مواقف المسلمين الرافضين تماما لمثل تلك العمليات التي تدينها تعاليم العقيدة الاسلامية السمحة، فمن قتل نفسا بريئة دون وجه حق في عرفها فكأنه قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنه احيا الناس جميعا.