حين دخلت قسم سفر السعوديين، بجوازات الدمام، مؤخرا، بعيد صلاة الظهر، لمراجعة اعتيادية، عجبت لفراغ الصالة الهادئة المكيفة، وخلو الكراسي، تقريبا من المراجعين، خلافا لما كان في عطلة الأضحى المبارك، الفائتة، من اكتظاظها بالحشود والضجيج والارتباك حيث وقتها كنت قد رابضت فيها، في تلك العطلة، من بدء الدوام وحتى العشاء، لاستخراج جواز سفر، تطلب استلامه، لاحقا مراجعات لعدة أيام، دون طائل، لاستحالة الوصول الى قسم التسليم، لشدة الزحام والفوضى وعدم الانضباط. وكما لاحظت، في كلمة سابقة، نشرت في هذه الجريدة. عن تلك المناسبة، فإننا كجمهور، نتسبب بارتجاليتنا، في خلق في مثل هذه الأزمات. فحين تحل الاجازة أو العطلة أو العيد، نهب، جميعا، دفعة واحدة، لاستخراج الجوازات وعمل الحجوزات وقضاء الحاجيات والترتيبات العاجلة المرتبكة، فنواجه العناء والمشقة والزحام والتعطيل، ناهيك عما نحدثه من ضغوط وطوارىء على الأجهزة المعنية. وفي الحقيقة، لا نسبة، الآن، بين ما أصبحت عليه جوازات الدمام، وبين ما كانت عليه حتى قبل فترة. وأنا، شخصيا، أشكر لها هذا التطوير، والتحسين المستمر، الذي، ليس آخره، تخصيص صالة لإقامة المقيمين واستحداث قسم جديد لتسديد مخالفات المرور وجهاز للرد الهاتفي للإرشاد وتحديد الإجراءات، وفتح موقع على الإنترنت، هو www.passport.gov.sa وتوزيع النشرات التعريفية والإرشادية. هذا إضافة إلى إيصالات الرسوم ذات القيمة والجواز الممغنط، اللذين استحدثتهما الوزارة. ولتفادي الضغوط، وأجواء الازدحام والتكدس، غير الحضارية، أضم صوتي إلى دعوة الجوازات المراجعين المسافرين، للتأكد من صلاحية جوازات سفرهم والمبادرة بالتجديد، قبل الذروة، مع اتباع الارشادات الخاصة بالمحافظة على جوازات سفرهم وهوياتهم صونا لراحتهم وسلامتهم مع عائلاتهم ولأمن الوطن ومواطنيهم. ومن الملاحظ أن عدم التقيد بدقة المعلومات والوثائق والاجراءات يلجيء المراجع، دون داع، إلى المسؤول الأعلى في الجهاز، متجاوزا المختص، لتجاوز الخطأ. ولعلي، في هذا المقام، أتمنى على الجوازات بعض الأمور ومنها: 1 إمداد الأقسام المزدحمة بالمراجعين، وقت الذروة بأعداد إضافية من الموظفين، ولو بتدريب بعض الشباب من طالبي الوظائف على أعمالها وتستقبلهم مؤقتا، بنظام الساعة. 2 النظر في تحديد عدد من المعاملات للإجراء، في كل يوم، كتخفيف للتكدس والزحام، وحث للجهود على المراجعة قبل فصل الذروة. 3 تنظيم تسليم الجوازات الجاهزة لمنع التزاحم والفوضى وعدم الانضباط وتعطل التسليم عدة أيام. 4 اقتراح ما يمكن من اجراءات تساعد على حث المواطنين المسافرين على المحافظة أكثر على جوازاتهم، نظرا لما نسمع من كثرة ضياع وفقد لها، رغم الغرامات والتنبيهات والتحذيرات المتكررة من الجهات المختصة. 5 النظر في تفعيل القسم النسائي، لتقديم خدمة متكاملة، لمساعدة قطاع عريض من المواطنات ذوات الأوضاع الخاصة، من أرامل ومطلقات وعائلات دون عائل أو ولي حاضر، ولو على سبيل التجربة. ولعل من المستحسن التذكير هنا بأن أقساما للعمل المكتبي الداخلي المفصول، في بعض المصالح الحكومية، ومنها الجوازات، يخصص لتوظيف مواطنات، ينتظرن العمل، قد تكون فكرة عملية، ولو على سبيل التجربة، أيضا. وقد يكون نجاح مثل هذا القسم لدى الأحوال المدنية الماثل، يؤكد عمليته. 6 من الملاحظ تكرر الالتباس في صحة الأسماء رغم كتابتها بالأحرف اللاتينية من قبل المراجعين، فماذا لو تم تعيين أخصائيين في اللغتين، شرط توفر خبرتهم الشخصية في الأسماء الفردية والعائلية المحلية. فهناك تماثل تام في بعضها كتابة، مع اختلاف كبير في اللفظ، وهناك تشابه كبير في أسماء العائلات مع عدم دقة في ترجمة حروفها الى اللاتينية الذي يتطلب خبرة دقيقة بقواعد الحروف وتركيبها وصوتياتها. ربما يتطلب هذا الاشكال تتبعا لمنبعه، كأن يؤخذ بتشكيل الأحرف العربية للأسماء بالحركات، بما فيها اللام الشمسية والشدة ونقاط الياء والتاء المربوطة، عند تحديد الاسم في بطاقتي العائلة والهوية وشهادة الميلاد، مع إيضاحها أيضا بالأحرف اللاتينية ووجود أخصائيين في الأسماء المحلية للتحقق منها. 7 أن يعلن في الجرائد المحلية، قبل مواسم الذروة، لتذكير المواطنين عازمي السفر، بالمبادرة لتجديد أو استخراج جوازات السفر اللازمة. والله الموفق.