قال مترجم سابق للرئيس الأمريكي جورج بوش أمس إن واشنطن ضغطت على اندونيسيا لاعتقال وتسليم المتشدد الاسلامي ابو بكر باعشير بعد تفجيرات بالي عام 2002 بوقت قصير. وقال فريدريك بلاك بيركس الذي يدلي بشهادته في محاكمة باعشير في العاصمة الاندونيسية جاكرتا والذي يحاكم بتهم تتعلق بالإرهاب إنه دعي الى اجتماع بين الرئيسة الاندونيسية السابقة ميغاواتي سوكارنوبوتري والسفير الأمريكي السابق لدى اندونيسيا رالف بويس الذي حذر من «مشكلة وشيكة» اذا لم يسلم باعشير للسلطات الامريكية. وباعشير متهم بالتحريض على تفجيرات ملاه ليلية في بالي في اكتوبر - تشرين الأول عام 2002 قتل خلالها 202 معظمهم سياح أجانب وتفجير فندق جيه.دابليو ماريوت في جاكرتا الذي قتل خلاله 12 عام 2003 ويتهم باعشير ايضا بقيادة تنظيم الجماعة الاسلامية وهو تنظيم ينظر اليه باعتباره الذراع الاقليمية لتنظيم القاعدة وأنحي عليه باللائمة في سلسلة التفجيرات التي وقعت في جنوب شرق اسيا ومن بينها تفجيرات اندونيسيا. وأضاف بيركس أن كارين بروكس مديرة الشؤون الاسيوية في مجلس الأمن القومي ومبعوثا خاصا للبيت الأبيض حضرا الاجتماع ايضا في مقر إقامة ميغاواتي الرسمي في جاكرتا. وقال بيركس للمحكمة «المبعوث الخاص طلبت تسليم رجل الدين للولايات المتحدة. المبعوث أكد أنه شرير للغاية ويجب اعتقاله.» وتابع بيركس خلال إدلائه بشهادته باللغة الاندونيسية أن المبعوث قال إنه يجب «تسليم» باعشير مضيفا أن هذا تعبير سياسي يشير الى اعتقال وترحيل الشخص. وأضاف «في هذه الحالة طلب تسليم رجل الدين وهو ما ترجمته الى أنه يجب أن يعتقل سرا ويسلم للولايات المتحدة.» وقال بيركس الذي أدلى بشهادته في محكمة مؤقتة بقاعة بأحد المباني الحكومية إن المبعوث الخاص في الاجتماع كان ضابطا بالمخابرات المركزية الامريكية غير أنه أحجم عن الكشف عن هويته. وقد استدعى محامو باعشير بيركس للشهادة لتأييد تأكيداتهم بأن محاكمة موكلهم لها دوافع سياسية وأن الاتهامات الموجهة له جاءت نتيجة لضغوط امريكية. وقال بيركس إن الاجتماع السري في مقر إقامة ميغاواتي جرى قبل تفجيرات بالي التي وقعت في 12 اكتوبر - تشرين الأول عام 2002 مباشرة. وأبلغ المبعوث ميغاواتي أن باعشير دبر مؤامرة لاغتيالها وأنه مسؤول ايضا عن سلسلة تفجيرات وقعت في اندونيسيا عشية الميلاد في 24 ديسمبر - كانون الأول عام 2000. ولدى سؤاله عن السبب في رغبته في الإدلاء بشهادته قال بيركس الذي استقال قبل شهرين «أريد توضيح الحقيقة والعدالة.»