قال اعضاء بمجلس الامن التابع للامم المتحدة انه من المتوقع ان يعقد المجلس جلسة مناقشة مفتوحة بشأن العراق هذا الاسبوع قد تكون حتى قبل التقدم رسميا بمشروع قرار بشأن عمل عسكري محتمل. ويجري مارتن بيلينجا ايبوتو سفير الكاميرون لدى الاممالمتحدة ورئيس المجلس لهذا الشهر مشاورات مع اعضاء المجلس الخمسة عشر لتحديد موعد الاجتماع. لكن غالبية الاعضاء يتوقعون عقد الاجتماع هذا الاسبوع ومن المحتمل بحلول يوم الاربعاء حيث يلقي نحو 100 متحدث كلمات امام مجلس الامن. وتقدمت جنوب افريقيا بطلب لعقد الاجتماع نيابة عن حركة عدم الانحياز التي تضم الدول النامية التي يبدو انها تشعر بخيبة الامل بشأن تقارير اخبارية عن مشروع قرار امريكي لم تطلع عليه كثير من تلك الدول. وكتب دوميساني كومالو سفير جنوب افريقيا لدى الاممالمتحدة لمجلس الامن يقول نعتقد ان العناصر المقترحة لمثل هذا القرار تشمل قضايا تمثل اهمية لجميع اعضاء الاممالمتحدة. وقال كومالو انه يتعين ان تتاح الفرصة لجميع الدول الاعضاء في الاممالمتحدة للتعبير عن ارائها. واضاف قائلا: لذلك نتشرف بطلب ان يعقد مجلس الامن جلسة مناقشة مفتوحة طارئة بشأن الموقف في العراق. لكن يبدو ان الولاياتالمتحدة اقل حماسا بشأن الاجتماع المفتوح في هذا الوقت. وقال ريتشارد جرينيل المتحدث باسم السفير الامريكي لدى الاممالمتحدة جون نجروبونتي دون اسهاب: نفترض دائما انه ستكون مناقشة مفتوحة بشأن العراق في مجلس الامن لكن في الوقت المناسب. من ناحية اخرى قال طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي امس الجمعة ان بلاده مستعدة لاي هجوم محتمل بعد ان منح الكونجرس الامريكي الرئيس جورج بوش تفويضا بتوجيه ضربة محتملة للعراق. وقال عزيز للصحفيين بعد اجتماعه مع الرئيس اللبناني اميل لحود: لست مفاجئا بهذا القرار يستطيع الرئيس الامريكي ان يحصل على تأييد الكونجرس لذلك نحن لسنا مفاجئين . واضاف: لا اعرف التوقيت ..ولكن لو يأتي بعد ساعة نحن مستعدون . وقال عزيز الذي يزور سوريا ولبنان لحشد الدعم العربي في مواجهة هجوم محتمل ان ادعاءات واشنطن بأن بلاده تطور اسلحة دمار شامل ذريعة لطموح امريكا بالسيطرة على المنطقة . واضاف ان العراق لا يشكل تهديدا لأحد بلدان المنطقة ولا لامريكا. بوش يريد الهيمنة على المنطقة . ووافق العراق تحت ضغوط دولية مكثفة على السماح بعودة مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة بعد غياب استمر اربع سنوات. ولكن مجلس الامن الدولي يخوض مفاوضات بشأن حجم الدور الذي يقوم به المفتشون ومااذا كان سيؤيد اي قرار جديد بشأن العراق مع تهديد باستخدام القوة. ورفضت واشنطن دعوة من بغداد امس الاول الخميس لارسال وفد لتحديد مااذا كان ينتج اسلحة دمار شامل واشار عزيز الى ان ادارة بوش هي التي تريد المواجهة وليس العراق. وقال عزيز: أمريكا هي التي تتحدانا ولسنا نحن الذين نتحدى امريكا. عندما يأتي احد الى بيتك ويقول انه سيهاجمك ويقتل ابويك وابناءك ماذا ستقول . ستقول انا مستعد للدفاع عن ارضي ومالي وبيتي. وكان الكونجرس الامريكى بعد عملية تصويت في مجلس الشيوخ ليل الخميس الجمعة تلت بساعات قليلة تصويتا مماثلا في مجلس النواب قد اعطى الرئيس جورج بوش صلاحية واسعة تجيز له استخدام القوة ضد العراق للقضاء على اسلحة الدمار الشامل التي يملكها. واعتمد مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديموقراطيون بغالبية 77 عضوا ومعارضة 23 قرارا يسمح لبوش باستخدام القوة "كما يراه ضروريا ومناسبا للدفاع عن الامن القومي في وجه التهديد المتواصل الذي يشكله العراق وللعمل على تطبيق كل قرارات مجلس الامن الدولية بشأن العراق". وكان مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون قد اعتمد بعد ظهر الخميس بالتوقيت المحلي قرارا مماثلا بتأييد 296 عضوا ومعارضة 133 آخرين. ومن اصل 50 عضوا ديموقراطيا في مجلس الشيوخ ايد 29 القرار وعارضه 22 بينهم عضو مستقل صوت الى جانبهم في حين ان عضوا واحدا من اصل 49 عضوا جمهوريا في المجلس صوت ضد القرار وهو لينكولن شافي (رود ايلاند). ورحب بوش بقرار مجلس الشيوخ قائلا :مع تصويت مجلس الشيوخ باتت الولاياتالمتحدة تتحدث بصوت واحد. وجاء في بيان صادر عن البيت الابيض: عبر الكونجرس بوضوح الى المجتمع الدولي ومجلس الامن ان (الرئيس العراقي) صدام حسين ونظامه الخارج على القانون يشكلان تهديدا كبيرا للمنطقة والعالم والولاياتالمتحدة" مضيفا ان عدم التحرك ليس خيارا وان نزع اسلحة (العراق) امر ضروري للغاية. وسبق لبوش ان رحب بالدعم الكثيف الذي اولاه اياه مجلس النواب. ومن شأن الوحدة الوطنية التي عكسها تصويت الكونجرس ان تمنح الرئيس الامريكى مزيدا من الثقل لاقناع اعضاء مجلس الامن الدولي المترددين باستصدار قرار جديد يرغم الرئيس العراقي صدام حسين على تدمير اسلحة الدمار الشامل التي يملكها والا تعرض لضربة من الولاياتالمتحدة وحلفائها. ويبدو ان المقاربة المتعددة الجوانب التي وافقت الادارة الامريكية على اتباعها قدر الامكان قبل اللجوء الى القوة اقنعت الكثير من الاعضاء الديموقراطيين القلقين من عواقب حملة عسكرية احادية الجانب ووقائية تحبذها ادارة بوش. وشددت الديموقراطية ماريا كانتويل عضو مجلس الشيوخ عن ولاية واشنطن (شمال غرب) التي ايدت القرار على ان "اللجوء الى القوة يجب ان يبقى الخيار الاخير معربة عن الامل في ان تتوج الجهود الدولية بالنجاح. وبين معارضي القرار اعتبرت باربرا ميكولسكي (ميريلاند) ان التصويت تأييدا لقرار بوش سيؤدي لا محالة الى تردد المجتمع الدولي في دعم الولاياتالمتحدة لان القرار يعني ان الرئيس اختار من الان ومهما حصل التحرك من طرف واحد. اما السيناتور الجمهوري روبرت سميث (نيو هامبشير) فاعتبر ان اللجوء الى القوة من جانب واحد هو الطريقة الوحيدة لمواجهة التهديد المتزايد الذي تشكله اسلحة الدمار الشامل العراقية فالمهمة كبيرة الى حد لا يمكن الاتكال فيه على الاممالمتحدة ومفتشيها لمواجهته". فى الوقت نفسه عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس محادثاته حول العراق مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يحاول اقناع موسكو بالتصويت لصالح قرار في الاممالمتحدة ينص على اللجوء تلقائيا الى استخدام القوة ضد بغداد. وكان بوتين وبلير قد اجريا مساء الخميس الماضي جولة اولى من المحادثات في احد مقار الرئاسة الروسية في زافيدوفو على بعد حوالى 120 كيلومترا من موسكو. واكد بلير ان لروسيا مصالح مشروعة جدا وتريد ان نراعيها وهذا ما نفعله في اشارة الى تأثير حرب محتملة على العراق على الاقتصاد الروسي واسعار النفط والدين العراقي المستحق لروسيا (من 7 الى 9 مليارات دولار). وتعارض روسيا صدور قرار عن مجلس الامن الدولي ينص على اللجوء تلقائيا الى القوة ضد بغداد كما تطالب واشنطن ولندن. من جانبه اكد رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان استعداد بلاده للمشاركة في قوة دفاع دولية للهجوم على العراق شرط أن تكون مثل هذه العملية بموافقة الأممالمتحدة. ونقل راديو (كندا الدولي) عن كريتيان قوله ان كندا عازمة على القيام بواجبها بهدف اتلاف أسلحة الدمار الشامل العراقية. وقال كريتيان ان تجمع نواب الحزب الليبرالي يجب أن يبت في هذا الموضوع قبل تقديم اقتراح بالالتزام الكندي الى مجلس العموم. وكانت الحكومة الكندية قد رفضت على لسان وزير خارجيتها بيل غراهام القيام بهجوم على العراق بشكل احادي داعية الى ان يأتى اي عمل في اطار الاممالمتحدة.واشار غراهام الى رفض بلاده التام شن اي حرب ضد العراق قائلا انها تعارض بشدة الرغبة الامريكية الداعية لاتخاذ اي قرار من شأنه شن حرب عسكرية لن تحمد عقباها لازاحة صدام او نفيه لاى بلد آخر. واضاف ان كندا لا تؤيد اي هجوم عسكرى وان الحل الافضل لقضية العراق يكمن في التزام بغداد بعودة فرق المفتشين وقبول جميع القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن بهذا الشأن . اما وزير الدفاع الالماني بيتر شتروك فقال امس ان القرارات التي تتخذ في الولاياتالمتحدة لاتغير شيئا من موقف المانيا مشيرا في الوقت نفسه الى أن حكومة بلاده ترفض توجيه ضربة عسكرية ضد العراق . وقال شتروك في حديث لمحطة الاذاعة الالمانية دويتشلاند فونك ان قرارات الكونجرس ومجلس الشيوخ بشأن تفويض الرئيس الامريكي جورج بوش شن هجوم على العراق لاتؤدي الى تغيير في موقف المانيا من الملف العراقي . وذكر ان الالمان يؤيدون وضع العرض العراقي تحت المحك وفحصه ودخول المفتشين دون شروط الى البلاد وهذا الذي يتعين وضعه في مقدمة الامور واعتقد ان هذا سيكون ايضا قاعدة لقرار مجلس الامن الدولي. ووصف شتروك علاقات حكومته مع الولاياتالمتحدة بأنها مازالت صعبة ملمحا الى ان العلاقات الالمانية الامريكية اصبحت في هذه الاثناء اسوأ مما كنا نعتقد في البداية.