انتهت حملة الانتخابات المحلية المقررة غدا الخميس في الجزائر في اجواء خالية من اي حماس مما ينبىء بمشاركة متدنية جدا على غرار ما جرى خلال الانتخابات التشريعية في الثلاثين من مايو الماضي حين بلغت 54%. وكتبت صحيفة وهران ان الحملة الانتخابية تنتهي في اجواء لا مبالاة تكاد تكون شاملة وتكرار نفس الخطب التي لا تثير اهتمام العديد من الناس واضافت نعلم مسبقا ان عملية الاقتراع ستجري بدون رهان حقيقي وبالتالي فهي غير مجدية بالنسبة للاحزاب التي تبحث عن شرعية وغير مفيدة اجتماعيا للمواطنين. وقد دفعت نسبة المشاركة المتدنية في الانتخابات التشريعية الماضية السلطات الجزائرية الى الانطلاق في حملة تعبئة تدعو الجزائريين الى القيام بواجبهم الانتخابي في العاشر من الشهر الجاري. ولم تتردد وزارة الداخلية في ارسال العديد من النساء من عناصر الشرطة والحماية المدنية الى التنقل من منزل الى اخر لتعبئة النساء وحثهن على التوجه الى مكاتب الاقتراع. واعتبرت السلطات المشاركة المتدنية في الانتخابات التشريعية التي جرت في الثلاثين من مايو والتي بلغت رقما قياسيا 53% عائدة بالخصوص الى تغيب النساء اللواتي تعودن على تفويض الرجال للانتخاب محلهن ولكنهن لم يتمكن من ذلك هذه المرة نظرا الى التطبيق الصارم للقانون الانتخابي. واعتبرت صحيفة ليبرتيه ان نسبة المشاركة في هذه الانتخابات تشكل رهان عملية الاقتراع بالنسبة للسلطات والاحزاب السياسية المشاركة فقالت ان كل شيء ينبئ بان سيناريو الثلاثين من مايو سيتكرر لا سيما اذا اخذنا في الاعتبار ظاهرة عدم الاكتراث الواضحة جدا والتي من المتوقع ان تنعكس على صناديق الاقتراع يوم الانتخابات. واكدت صحيفة وهران انه اذا تبين بالرغم من مساعي التعبئة (للاحزاب اوالسلطات) ان هناك نسبة متدنية من المشاركين في الانتخابات فان ذلك سيؤدي بالتاكيد الى الوعد بتعديل القانون الانتخابي. وفي منطقة القبائل (شرق العاصمة) دعت تنسيقية العروش (كبرى العائلات) والتجمع من اجل الثقافة والديموقراطية الى مقاطعة الانتخابات فقام الشبان بالتشويش على معظم التجمعات الانتخابية التي انعقدت في المنطقة. وفي هذه المنطقة احرقت او نهبت نحو عشرة مقرات لجبهة القوى الاشتراكية بقيادة حسين آية احمد التي اعلنت مشاركتها في هذه الانتخابات. وفي بقية انحاء البلاد لم تتمكن الاحزاب السياسية من استقطاب الجماهير الى اجتماعاتها التي الغيت في معظم الاحيان خشية ان تؤول الى قاعات فارغة كما حصل في قسنطينة كبرى مدن الشرق الجزائري التي الغي فيها نصف التجمعات حسبما افادت ليبرتيه. لكن وزير الداخلية يزيد زرهوني الاثنين اكد لصحيفة المجاهد الحكومية ان اكثر من ثلاثة ملايين شخص شاركوا في هذه التجمعات الانتخابية. وبدت جبهة التحرير الوطني (الحزب الاوحد سابقا) من الاحزاب القليلة اذا لم يكن الحزب الوحيد الذي تمكن من تعبئة الجماهير خلال هذه الحملة حسبما افادت الصحف الجزائرية. وكتبت صحيفة لوماتان المعارضة يبدو ان جبهة التحرير الوطني سجلت ارقاما قياسية من حيث الشعبية حيث ان علي بن فليس (امين عام الحزب ورئيس الحكومة) خرج منها بنجاح مما ينبئ بفوز جديد لهذا الحزب. وشددت الصحيفة على ان بن فليس، في تأكيده فوز حزبه الكاسح في الانتخابات المقبلة، شدد خلال تدخلاته على المشاريع الكبرى التي يعتزم الحزب القيام بها لاعادة الامل الى الشباب. وكانت جبهة التحرير الوطني فازت بالاغلبية المطلقة في المجلس الشعبي الوطني.