عندما نبني الجدران حولنا في دائرة الصقيع وتصبح الحياة الأسرية صحراء من الجليد هل نلجأ إلى أبغض الحلال إلى الله أم نحاول تدفئة المكان وزراعة شجيرة الحب من جديد؟ الجواب الركيك سيكون: المكان إذا تصحر تصعب إعادته للحياة، ولكن هل هذه هي الحقيقة؟ هل تذهب الجذور التي كانت يوما ما شجيرات؟ هل يترك الجليد يبني ويبني؟ يقول بعض الأزواج الذين مستهم هذه الصحارى وأحرقت زروعهم ان الحب إذا مات لا يعود!! ويجىء تساؤل هل يموت الحب فجأة؟ ألا يمر بحالة توعك مثلا؟ ومن الممكن أن يدخل إلى غرفة العناية القصوى؟ لماذا لا ندخل هذا العزيز إلى غرفة عنايتنا كأزواج وزوجات؟ لماذا نترك أنفسنا تسقط في غياهب الكراهية والدمار؟ لماذا نترك الجليد يغلف عواطفنا ويدمر زروعنا التي زرعناها بكثير من الآمال ونحن نعلم أن هناك فصولا تمر بها هذه الحياة ونعلم أيضا أن لكل فصل من الفصول وسائله التي ينبغي له أن يستعملها لجعل الحياة أكثر سهولة؟ فنحن لابد أن نعلم أنه حين يكون البرد وتصبح العلاقة صامتة فهذا لا يعني أن لا حركة في الداخل بل هذا يعني أن هناك براكين تنتظر حجرا صغيرا يسقط بها لتنفجر هذه البراكين مزمجرة تحرق كل ما حولها من جمال.. نلمس هذه البراكين ونحس بها ولكننا نعاند أنفسنا وأحبتنا ونتجاهلها لأننا نبخل بالكلمة الجميلة. نبخل بالرحيل إلى أحبتنا والكل منا يلوذ بصمته. يضمنا وإياهم مكان واحد ربما يكون صغيرا ولكننا بعيدون لا نكاد نسمع صوت آلامهم التي تظهر على تعبيرات وجوههم.. بعاد روحي ما أردناه حينما أقبلنا لنبدأ الحياة معهم.. بعاد خطير، فلماذا لا نبدأ خطوة الاقتراب؟ لماذا لا نطرق الأبواب ربما نسمع جوابا مختلفا؟ سؤال أخير: لماذا لا نمارسه لعل غدا يأتي بجميل؟؟ صدى همسة قالت:يا ماء قلبي أنت الفرات وأشجار قلبي تهفو للحياة فدلني اشتقت لعينيك وحضورك قاتلي فكيف النجاة من عطشي ومن شوقي ومنك يا منهلي؟