في الزمن الذي تتلاقى فيه عناصر من ثقافتين فتتنافس او تتصادم او تتمازج تصبح الترجمة دليلا واضحا على توجهات واولويات جديدة اضافة الى كونها قناة مهمة لا يصال المعلومات المستجدة الاحاسيس الجديدة ونشرها. لعل هذا ماتفهمه نادي جدة الادبي عندما قام مؤخرا بنشر كتاب الادب العربي الحديث وهو جزء من كتاب كيمبردج للادب العربي الذي يعد مرجعا اساسيا لدارسي العربية وآدابها. عمد الى تأليفه - قبل نشره اعوام - مجموعة من الاكاديميين البريطانيين والعرب باللغة الانجليزية. ولما كان المؤلفون من الاكاديميين فقد اختير المترجمون من بين الاكاديميين ايضا وهم نخبة من اساتذة الجامعات السعودية امثال عبدالله المعيقل وسعد البازعي وحسن النعمي وسالم الخماش وصالح معيض الغامدي وسعاد المانع وعفت خوقير. والتحرير باشراف عبدالعزيز السبيل وابي بكر باقادر ومحمد الشوكاني الا ان من يتحدث عن هذا الكتاب يظل يثني على جهود السبيل المضنية في سبيل اخراج الكتاب بالشكل الذي هو عليه الآن وراجع الكتاب لغويا واسلوبيا عبدالرحمن الشمراني. ويجد قارئ الكتاب تفاوتا ملحوظا في مستوى التأليف من حيث الايجاز والنواحي النقدية واخرى هي اقرب الى المسح التاريخي الذي يمنح القارئ صورة اجمالية للموضوع المتناول وقد وجد هذا التفاوت ايضا في مستوى الترجمة من حيث الاسلوب والصياغة اللغوية وفهم النص الاصلي. واخيرا لنا ان نعلم ان مشروع ترجمة كتاب كيمبردج (تاريخ الادب العربي) قد قام بجهود تطوعية من الجميع آمن اصحابها برسالة العلم وخدمة طلابه.